عرش البيان يشرّح القصيدة النثرية على طاولة بحثه: قصيدة النثر أم نثر القصيدة
رباب حسين النمر: الدمام
في محاضرة ألقاها الأديب الشاعر أحمد الماجد، بنادي عرش البيان الأدبي بسيهات مساء السبت الماضي، وقدم لها عقيل المسكين رئيس النادي، تطرق الماجد للغة الشعرية بهيئتها المنثورة والمنظومة، مجيبًا على التساؤل الجدلي الذي طالما تحدث فيه النّقاد وأنصار قصيدة النثر؛ والذي مفاده (قصيدة النثر أم نثر القصيدة، إشكالية المصطلح، أم كينونة جديدة؟).
وقد أثرى الماجد هذا الموضوع بقراءة تأصيلية من التراث العربي، كما تطرق لآراء العديد من الأدباء والنّقاد فيما يخص اللغة الشعرية بهيئتيها المنثورة والمنظومة.
وقد عرف الماجد النثر بشقه الشعري حيث قال:
“يلتقي نثر المنظوم بنظم المنثور في الهيكل الأساس والعمود المركزي وهي اللغة الشعرية الجامعة للشق اللغوي من كل تعريفات الشعر على مر الزمن.
فقصيدة النثر تقابل نثر القصيدة، حيث تقتضي اللغة الشعرية المكتظة في ذلك النص المعتني بأساسات الشعر اللغوية سحب اعتراف بجنسها شعريًا ويستصدر لها هوية منتمية إلى فئة جديدة من أب لغوي وأم لا وزنية. اعتراف لن يصعب لو تُرجم شعر المتنبي إلى لغة أجنبية محافظًا على الاستعارات والتخييلات والمفارقات والتوريات والكنايات والغرائبيات”
وأضاف: هي حالة نصية لا يمكن تجريدها من لغتها الشعرية ولا هيئتها النثرية. هويتان تجمعان الشعر والنثر متمثلان بالمضاف: قصيدة، وبالنثر مضافًا إليها، لتكون “قصيدة النثر” تعريفًا للغة الشعر في حالتها المنثورة. حالات تتكرر وتتفاوت في استدعاء ذات المصطلح وإلحاحه وذيوع منتجاته وتفشيها سواء في الترجمة أو الترجمة العكسية أو الفكرة الشعرية قبل الصياغة أو النص المكتوب بإصرار وترصد أدوات الشعر باستثناء الوزن الذي يعد الحد الأدنى من محددات القصيدة”.
وقد استعرض الماجد في هذا البحث تطور تعريفات الشعر على مر العصور بإضاءة نقاط التقاطع مع قصيدة النثر، كما استعرض من جانب آخر تعريفات النثر بإضاءة نقاط تنافرها مع قصيدة النثر مما يسوق الإذعان لكون النثر الشعري حالة مستجدة لم يتعرض لها التراث ولم يعرّفها ويحصرها بمصطلح نتيجة غياب أنموذجها الفعلي بمستوى النضج والشيوع الذي وُجد في العصر الحديث.
وفي نهاية المحاضرة تحدث بعض الحضور عن آراءهم، كما ألقى الشاعر حسين دهنيم نصًا نثريًا، وأعقبه الشاعر إبراهيم الشمر بنص نثري أيضًا، وختم الأمسية الأديب الكاتب عبد الفتاح الدبيس.
وتم تكريم الشاعر أحمد الماجد بدرع تذكاري، ثم أخِذت بعض اللقطات للحضور.