تقنية جديدة لتدوير 90 % من مياه الصرف بالمصانع
بشائر: الدمام
بدأت عدد من المصانع السعودية إدخال تقنية جديدة متخصصة في معالجة مياه الصرف الصناعي، وتدوير استخدامها واستعادتها، لتقليل النفايات السائلة، وإعادة استخدام أكثر من 90% من المياه العادمة والمعالجة مرة أخرى في العملية، وخفض تكاليف النقل والتخلص منها، وتقليل الالتزامات المرتبطة بها من خلال حلول فعالة ومستدامة لمعالجتها، والحصول على نتائج مختبرية متقدمة ومختبرة «ميدانيًا».
حلول مبتكرة
كشف المهندس خالد الصرعاوي، المتخصص في الحلول البيئية الذكية، أن التقنية «الجديدة» يتم حاليًا إدخالها في مجموعة من المصانع داخل السعودية، وهي تقدم حلولًا مبتكرة وفعالة، ومصممة خصيصًا لتلبية المتطلبات الفريدة، وتم تطبيقها في عدد من الصناعات، للحد من استهلاك المياه العذبة الباهظة في الثمن، والوصول إلى المستوى الذي يجب أن تحققه للالتزام بالمتطلبات ومعايير لوائح التلوث البيئي من الجهات المختصة.
وأوضح: «تعمل التقنية الجديدة من خلال التخثر الكهربائي، وهي عملية كهرومغناطيسية، وذلك من خلال السماح بالإزالة الميكانيكية للملوثات، وتفتيت المستحلبات، وزعزعة استقرار المواد الصلبة العالقة»، مضيفًا: «من بين المزايا هذه التقنية عدم إضافة مواد كيميائية، وتكلفة تشغيلها منخفضة للغاية، ومتطلبات أقل للمساحة والبناء المدني، وإنتاج كميات أقل من النفايات الصلبة (الحمأة)، وقتل البكتيريا والقولونيات، وإزالة المعادن الثقيلة، وبسيطة وسهلة التشغيل والصيانة».
تقليل الطاقة
قال الصرعاوي: «هناك نظام جديد آخر لمعالجة مياه الصرف الصناعي، يعرف علميًا بنظام «الأوزون» الصغير، ويعمل على تحسين كفاءة المعالجة، وتقليل استخدام الطاقة، والسماح بأداء أفضل لأنظمة التهوية الحالية، وإنتاج أفضل للأكسجين البيولوجي والكيميائي، ويقتل البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى بشكل فعال، ومن مميزاته تقليل الاستهلاك الكيميائي، وإزالة الألوان 90%، وتحييد المواد البيولوجية، مثل البكتيريا والفيروسات، وله خصائص مطهرة أقوى من الكلور، وأكسدة الملوثات بشكل أكثر فعالية، والإسراع في عملية المعالجة، وانخفاض تكاليف التشغيل».
أقل في المساحة
أضاف أن من بين التقنيات الأخرى «الحديثة» في معالجة مياه الصرف الصناعي في المصانع ما تعرف بـ«عملية الأكسدة المتقدمة»، التي تعمل على تحلل الملوثات العضوية المعقدة إلى جزيئات أبسط وغير سامة، وإزالة الملوثات العضوية الثابتة بشكل فعال، وتحقيق مستويات عالية من التطهير، وإزالة مسببات الأمراض، وتقليل تكوين منتجات التطهير الثانوية الضارة، ومن مزاياها: متطلبات أقل للمساحة والأعمال المدنية، وإنتاج كميات أقل من النفايات الصلبة (الحمأة)، وإزالة اللون بنسبة تصل إلى 95%، وقتل البكتيريا والقولونيات، وسهولة أعمال التشغيل والصيانة.
فوائد المعالجة
تساعد عمليات معالجة مياه الصرف على تقليل الآثار السلبية الناتجة عن انبعاث الملوثات إلى البيئة. فمن خلال معالجة هذه المياه، يمكن تقليل تأثيرها الضار على الأنظمة البيئية المحلية، مما يعزز من جودة الحياة. كما أنها تسهم في دعم قطاعات عدة، مثل الزراعة والصناعة، مما يتيح استخدام مياه جديدة بدلا من المياه العذبة، وبالتالي تقليل التكاليف.
وتعتمد المملكة على تقنيات حديثة في معالجة مياه الصرف، مثل المعالجة البيولوجية، والتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وأنظمة التناضح العكسي. وتُستخدم هذه التقنيات في ضمان جودة المياه المعالجة، وتلبية المعايير المطلوبة للاستخدام.
وقد تم تنفيذ مشاريع إستراتيجية عدة في المملكة، مثل مشروع «التحلية» ومشروع «المياه المعالجة»، مما يعكس عمل مجهودات المملكة في تحسين إدارة الموارد المائية.
المستهدف من التدوير
منذ عام 2020، بدأت المملكة في التركيز على معالجة المياه وإعادة تدويرها كجزء من إستراتيجيتها لمواجهة التحديات المتعلقة بالموارد المائية. وفي عام 2020، دورت المملكة نحو 4.9 مليون متر مكعب يوميا من المياه المعالجة، مما يمثل خطوة مهمة نحو زيادة كفاءة استخدام هذه المياه في القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية. وتهدف المملكة إلى رفع نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة من 17.3% في 2019 إلى 25% بحلول 2025، حيث تعتبر إستراتيجية تدوير المياه جزءًا من رؤية 2030، التي تشمل تطوير الأنظمة القانونية والإجراءات التي تعزز مشاركة القطاع الخاص في مشاريع المياه. كما أظهرت المملكة التزامًا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الإدارة المستدامة للمياه
وتمثل إعادة تدوير المياه جزءًا مهمًا من الإستراتيجيات الوطنية للمحافظة على الموارد المائية وتعزيز الاستدامة. ففي عام 2023، تمت إعادة استخدام نحو 508 ملايين متر مكعب من المياه، مما يمثل زيادة كبيرة مقارنةً بـ127 مليون متر مكعب في 2016. هذه الزيادة تأتي نتيجة استثمارات كبيرة ومشاريع تطوير البنية التحتية لإعادة استخدام المياه في الري والصناعة والاستخدامات الحضرية. وتسعى المملكة من خلال خططها إلى تحسين كفاءة استخدام المياه، بما في ذلك إنشاء مركز وطني للري، وتحسين الممارسات الزراعية. كما يجري العمل على تطوير تقنيات حديثة لتحسين إعادة التدوير، مع الاعتماد على أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لمراقبة وتحسين استخدام المياه المعالجة.
تقنيات معالجة مياه الصرف الصناعي في السعودية:
• تقنية التخثر الكهربائي: إزالة الملوثات دون مواد كيميائية، وتكلفة تشغيل منخفضة، وتقليل الحمأة.
• نظام الأوزون: تحسين كفاءة المعالجة، وتقليل الطاقة، وإزالة الألوان 90%.
• الأكسدة المتقدمة: تحلل الملوثات العضوية، وتقليل النفايات الصلبة، وتطهير عالٍ.
• فوائد المعالجة: تقليل التلوث البيئي، ودعم الزراعة والصناعة، وتقليل استهلاك المياه العذبة.
• إعادة التدوير: المملكة تعالج 4.9 مليون متر مكعب يوميا (2020)، وتستهدف 25% بحلول 2025 ضمن رؤية 2030.
نسب إعادة الاستخدام:
• المياه المعالجة المستهدفة: من 17.3% (2019) إلى 25% (2025).
• مياه معالجة يوميًا: 4.9 مليون متر مكعب (2020).
مستوى إعادة التدوير (2023):
• مياه معاد تدويرها: 508 مليون متر مكعب.
• زيادة مقارنة بعام 2016 (127 مليون متر مكعب).
مشاريع وتكاليف:
• 96 مشروعًا لتحسين معالجة المياه بقيمة 4 مليارات دولار.
• تحسين البنية التحتية للمصانع والمجتمعات.
أهداف مستقبلية:
الوصول إلى 70% من إعادة استخدام المياه المعالجة بحلول 2030.
دعم القطاعات الزراعية والصناعية عبر حلول مبتكرة وتقنيات حديثة.