النورس الأحسائي هاجر عن الحياة
عبدالله البطيان
حق علي أن أنعى أبا فيصل إنا لله وإنا إليه راجعون والبقاء لله، لم ولم أستشعر لحظة فراق بهذه الطريقة مع تواصلي المستمر خلال هذه السنة نتيجة أعمال أدبية وتواصل اجتماعي بيني وبين الفقيد أ. جاسم بن علي الجاسم.
لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم كيف أنعاك وصور الجلوس الأخير معك تشبث في وجداني وسردك للكثير من تضمين مواقفك وتجاربك يا أبا فيصل حتى أبني عبدالرحمن كان ليس على عادته حيث حدثه المرحوم عن الزواج وداعب شخصيته الشابة واستشعار السرور لدى ابني.
حين حدثت ابني عبدالرحمن أن أبا فيصل توفي ولم يستوعب الحدث وكأني في مزحة إلا أن صدق تعبيري ودلالة لفظي جعلته يستوحي أني قصدت فعلا رحيل هذا النورس الأحسائي.
هذا النورس المكافح النشط حتى وهو على الكرسي المتحرك وجمع أكثر مم ١٤ مؤلف بين القصة والسيرة والرواية وكان كاتبا ً غير عاديا ً وخبرته في الصحافة وقيادة الكثير من رئاسة الصحف الخليجية قادته ليكون سلس التعامل في دقائق الأمور.
مؤخرا ً كونه أحد فرسان الموسوعة العربية إضاءة الإصدار السادس حين تضمن سيرته الطيبة الأدبية والعملية وكانت مجموعتة صوت الليل تأن في غيابه حاضرة، والتي اقتطعنا منها قصة مجنون فاقو لتكون نموذج فوق العادة لنشارك بها في كتابنا الموسوعة.
حظوة أن يكون بيننا أديب وصحفي قاص وروائي ومثقف لديه سعة كبيرة من العلاقات الشخصية والاجتماعية وفقدانه جعل صوت الأشياء تنعكس بسمه كصوت أحسائي حفظ أرثه التاريخي بيده ونشاطه وهو عضو في الكثير من المنتديات والملتقيات والأندية الأدبية والجماعات الشعرية رحل عنا وفي ملامحه شيء منا وكثير منه فينا نتناقلها بيننا ليكون خالدا بما كان عليه من إرث واسع.
حين اتصاله الأخير قبيل وفاته بشيء بسيط وصوت الحياة يلهج في بحبوحة اوتاره يشجعني ويحفزني ويشعرني بمحبته ومودته وسرور علاقتي به وتواصلي الحسن معه مستشعرا طاقته الإيجابية وبقايا الأمل في وصله بي، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم رحلت يا ابا فيصل تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرة وتجاوز عنك وجعلك مع الأبرار والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.