أي مستقبل للمترجم في سياق الرقمنة والذكاء الاصطناعي؟

بقلم: د. أحمد منصور
منذ ظهور فكرة الآلات التي يحاكي ذكاؤها البشر في رواية «إيريوهون» لـ«صموئيل بتلر» عام 1872م، اختلفت التوقعات والآراء باختلاف تأثيرات الآلة على الإنسان؛ وغالبًا ما تتراوح بين مستقبل متشائم حيث يسود الكمبيوتر القاتل «هال 9000» في رواية «2001: ملحمة الفضاء» لـ«ستانلي كوبر»، أو متفائل حيث يعمل الرجل الآلي «آر2 دي2» المعتدل في قراراته واختياراته في رواية «حرب النجوم» على خدمة الإنسان، أو عجائبي حيث تتمكن الروبوتات من تطوير وعيها وإحساسها، وتثور ضد تناقضات الإنسان سعيًا منها للعيش في مستعمرات مستقلة حيث ينبغي أن يتلقوا معاملة بشرية في رواية «آي، روبوت».
ولا تختلف هذه التوقعات كثيرا على تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الترجمة والمترجمين، في العالم العربي بخاصة. يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير العالم كما نعرفه بسرعة. وقد أحدثت الترجمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ثورة في مجال خدمات الترجمة وأسهمت في إعادة تعريفها. وشكل ظهورها منذ خمسينيات القرن الماضي تهديدًا للمترجمين البشريين، لكنه أتاح آفاقًا وظيفية، وفرصًا مهنية جديدة، وتحديات مثيرة. وحيثما نتداول هذه المواضيع يتبادر إلى الذهن أسئلة محورية تتعلق بإمكانية لغة اصطناعية توليدية أن تحاكي الترجمة البشرية، أم تتفوق عليها، وتبعًا لذلك تضع مصير المترجمين البشريين على المحك. غير أن الأمر لا يتعلق بمنتوج يتم استصداره آليًا في وقت أسرع – بنقرة زر- وبتكلفة أقل، بل يتجاوزه إلى وضع تاريخ ترجمي بشري زاخر في الهامش. لقد استبدل منطق الخوارزميات ماضيًا شاسعًا من البحث والكتابة والتنظير والنقد والترجمة يمتد إلى العصر اليوناني الروماني وإلى ثقافات مختلفة.
لقد باتت مفاهيم من قبيل استراتيجيات الترجمة، وتقنياتها، وحلولها، تحت رحمة هذه الخوارزميات. ومن قبيل ما يجب تداوله في خضم النقاش الدائر ثنائية التغريب والتوطين من وإلى اللغة العربية، والإبداع، والتواصل البين-ثقافي، ومشروع المترجم، وما إلى ذلك.
تحديات جديدة
ومع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، تحسنت سرعة، وكفاءة، وجودة الترجمة الآلية. وبالرغم من أنه ما زال في مراحله الأولى يجوز معها القول إنه «ما خفي أعظم»، إلا أنه يساعد على إعادة صناعة خدمات الترجمة، وينذر بتحديات جديدة، ويستشرف آفاقًا مهمة، لابد وأن ينخرط المترجم العربي فيها. وتتفوق الترجمة الآلية عامة على الترجمة البشرية في التعامل مع كميات كبيرة من المحتوى بسرعة وبتكلفة أقل. إنه يجعل العملية برمتها أكثر انسيابية، وله تطبيقات واعدة، ويسّهل عملية الوصول إلى ترجمات معتمدة من جهات مختلفة، وموثوقة نسبيًا.
كما حسّنت أنظمتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل الترجمة الآلية العصبية من دقة الترجمة لبعض الأزواج والسياقات اللغوية. وتمكنها خاصية التعلم العميق من تعلم طريقة استعمال البشر للغة، وتستخدم منطقهم لتحديد طريقة ترجمة الكلمات أو العبارات أو النصوص. فبدلًا من إنتاج ترجمات مباشرة كلمة بكلمة، تعتمد هذه التقنية على قاعدة بيانات شاملة، وتبحث عن أنماط اللغة، وتجري مقارنات متعمقة لإنتاج ترجمات أفضل وصحيحة. وتوفر خاصية جمع البيانات الضخمة واستخراجها ومعالجتها اعتمادًا على خوارزميات محددة وبسرعة مذهلة أدوات قيّمة لتجميع أو ترجمة النصوص البسيطة والمتكررة. ويمكن برمجة الآلة للتعامل مع المهام الأساسية مثل مراجعة المحتوى لغويًا. عامة، إنها أكثر استقطابًا من الترجمة البشرية، فوفقًا للتقديرات الأخيرة، يلجأ المستخدمون إلى هذه التقنيات لترجمة أكثر من 100 مليار كلمة يوميًا، وهو عدد ضخم مقارنة بما ينتجه المترجمون البشريون كل سنة. وكلما زاد عدد المستخدمين زادت كفاءتها في تقديم ترجمات عالية الجودة مع سياق أكثر دقة. وتصير هذه التقنيات ملاذًا عند الحاجة حتى بالنسبة لمحترفي الترجمة لسد أي ثغرات على مستوى المفردات، علمًا أن بعض البرامج تدعم أكثر من 130 لغة. وتقدم خدمات جليلة في السترجة والترجمة الصوتية. فبينما كانت هذه الأخيرة محصورة في عوالم الخيال العلمي، أصبحت متاحة في هواتف ذكية محمولة.
الترجمة الآلية
وبغض النظر عن الأخطاء المحتملة إلا أنها بديل فعال من حيث التكلفة، وقد تلغي إلى حد ما دور المترجم الفوري. ويتم اعتماد المبدأ ذاته في سترجة الأفلام. ويبدو أن الدور آتٍ لا محالة على قطاع الدبلجة. أدى كل هذا إلى زيادة الاعتماد على الترجمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي من قبل الأشخاص والمؤسسات. وأدى التحول الأخير في نماذج العمل والتواصل إلى زيادة الطلب على خدماتها.
ومع ذلك، فإن حدودها تنكشف عند التعامل مع المحتوى المعقد والغني بالسياق والتعبيرات الاصطلاحية والفروق الثقافية الدقيقة أو الموضوعات شديدة التخصص. وفي إطار الموازنة بين السرعة والتكلفة والجودة، فبينما أن الترجمة الآلية قد تكسر العوائق اللغوية إلا أنها قد تخلق عوائق جديدة عن غير قصد لصعوبة فهم النص الأصلي أو تأويله. مثلاً، لا يمكن الاعتماد على الترجمة الحرفية للألوان من وإلى اللغة العربية لأن هذه الصفات من البياض والسواد والحمرة وغيرها تحمل بين ثناياها رمزية ودلالات ثقافية وتثير مشاعر وارتباطات مختلفة لدى القارئ، كما أنها ترتبط في مجال التسويق والتجارة بعلامات تجارية وتصاميم معينة. وتختلف طبيعة إدراك الألوان حتى من داخل من يتحدثون اللغة ذاته. فبينما تعبر الأرامل في بعض البلدان العربية عن حزنها بلباس أبيض، يتم ارتداء الأسود للغرض نفسه في بلدان عربية أخرى.
وتفشل الترجمة الآلية كذلك في ترجمة البنيات الثقافية العميقة من قبيل التصورات، والمعتقدات، والإشارات غير اللفظية. ولنأخذ مثالاً شائعًا عن ترجمة مفردتي «السكوت/ الصمت»، فبالرغم من تداولهما في جميع اللغات إلا أنهما تحملان معاني متناقضة في ثقافات مختلفة، حيث تشيران إلى كل من الموافقة، والاحترام، والاستهجان، والاستنكار، والرفض. وبناءً عليه، فإن ترجمة المقولتين العربيتين «السكوت علامة الرضا»، أو «الصمت حكمة» حرفيًا إلى اللغة الإنجليزية من شأنه أن يحرف المعنى المقصود عند قارئ من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعتبرونهما تجربة مخيفة، وغالبًا ما يرتبطان بمناسبات محرجة أو مهينة أو تجعل المرء يبدو أحمق. وهذا ما تفعله الآلة في هذه الحالة. كما أن هناك إمكانية للتحيز أو تعزيز تمثلات أو تشكيل هويات جديدة غريبة. غالبا ما تعتمد فعالية الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي بشكل كبير على جودة البيانات ومعدل تكراره، وإذا كانت هذه المدخلات متحيزة أو موجهة نحو أيديولوجية معينة أو تعتمد الترجمة الحرفية، فإن المخرجات لن تكون إلا مطابقة لذلك. ويصبح هذا الأمر مصدر قلق وعلى المحك عند ترجمة المحتوى القانوني، أو الديني، أو السياسي، أو الأيديولوجي، أو الثقافي. وبالرغم من كل هذا التقدم السريع لا يزال الذكاء الاصطناعي غير مثالي، ولا يزال طريقه طويلا لتحقيق ترجمات آلية خالية من الأخطاء. في مثل هذه الحالات، تظل الترجمة البشرية الخيار المفضل لقدرتها على استيعاب تعقيدات اللغة والثقافة، ويظل دور المترجم حاسمًا. غير أن هناك شيئًا واحدًا مؤكدًا أن ترجمة الذكاء الاصطناعي مستقبلنا، وتحتاج بشدة إلى بشر حقيقيين.
وبصرف النظر عن الإنجازات الكبيرة التي حققها الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة الآلية، إلا أنها قد لا تضاهي فن الترجمة البشرية وعلمه. إنها أقدم أشكال الترجمة، وتعتمد على الذكاء، والإبداع، والحكمة، والمسؤولية. كما أنها نتاج تاريخ طويل من الترجمة، والبحث، والكتابة، والتنظير، والخبرة، والتضحية (دفع مترجمون كثر أرواحهم فداء لترجماتهم).
الترجمة البشرية الأجود
ولا يقتصر فعل الترجمة على توصيل نفس الرسالة بلغة مختلفة، بل يتوخى أهدافا وغايات أخرى، تختلف، مثلاً، باختلاف مفهوم الترجمة (حسب كل ثقافة/ منطقة)، ونوع النص، والغرض من الترجمة (تأسيسية، تواصلية، تعليمية، إرشادية، أو تواصل بين-ثقافية)، ودور الترجمة ومكانتها في الثقافة الهدف، وسيرورة الترجمة على المستوى النصي (من قبيل إيجاد الحلول واستخدام التقنيات الترجمية)، وإشكالاتها بين ثنائية التغريب والتوطين. فبينما يحقق عامل السرعة الغاية في ترجمة المواقع الإلكترونية والإعلانات وكتيبات التعليمات، تبقى الترجمة البشرية الأجود في ترجمة النصوص الأدبية والدينية والقانونية. وهنا يؤكد الجاحظ نقدًا لترجمات بيت الحكمة قائلاً: «هذا قولنا في كتب الهندسة، والتنجيم، والحساب، واللحون، فكيف لو كانت هذه الكتب كتب دين وإخبار عن الله – عز وجل – بما يجوز عليه مما لا يجوز». إن فعل الترجمة معقد يتطلب من المترجم مهارات تتعلق بفهم النص، ومعالجته، وتحليله، وتفسيره، وتأويله، ونقله، وصياغته. والواقع أن النص الأجنبي ديناميكي، أي أنه موقع للعديد من الاحتمالات الدلالية المختلفة، التي تختلف بفضل الافتراضات الثقافية والخيارات التأويلية، في أوضاع اجتماعية خاصة، وفي فترات تاريخية مختلفة. إن عمليتا التفسير والتأويل ضربين من ضروب الترجمة إن لم نقل أهمها، ذلك أن المعنى لا يتجسد في مجموع الكلمات، ولكنه يتشكل بطرق مختلفة أثناء القراءة، حيث تتوسع آفاق القراء وتغتني بمفاهيم، وتمثلات، وأفكار مختلفة، وجديدة أثناء كل قراءة للنص الأدبي، مثلا. وعلى مستوى مكونات النص اللفظية، قد لا تأخذ الآلات في الاعتبار القواعد اللغوية، والاصطلاحات، والتعابير الاصطلاحية، والكلمات الثقافية في اللغة المصدر، حيث يتطلب الأمر من المترجم البشري تجسيد معنى وروح النص الأصلي باستخدام لغة وأسلوب مناسبين.
إن جودة أي ترجمة رهينة بشروط موضوعية وذاتية؛ وحيثما تعجز الآلات عن إدراك السياق واللغة والفروقات الثقافية تعجز عن إنتاج نص بمعنى وأسلوب جيدين. إن ملكة التفسير والتأويل خاصية بشرية لأنهم يفهمون جوهر الكلام ويعرفون متى يستخدمون نغمات وأساليب معينة لنقل رسائل معينة في اللغة والثقافة الهدف. وقد تمت مناقشتها باستفاضة في نظريات الترجمة (اللغوية، والثقافية، والسوسيولوجيا، والسيكولوجية، والهيرمينوطيقية، وما إلى ذلك). وعلى عكس البشر قد لا تنتج الآلة نصًا بناء على المعنى التداولي، أو نوع النص/ الخطاب، أو مكانة الترجمة في الثقافة الهدف، أو الخصوصية الثقافية. ورغم قدرتها على تجاوز العوائق اللغوية، إلا أنه يتعذر عليها، مثلاً، ترجمة «اللغة الجديدة» في رواية 1948م لجورج أورويل. وقد يستعسر عليها إدراك البنية السردية لرواية «المسلخ الخامس» لـ«كورت فونيغوت» حيث يتداخل السرد المجزأ والسفر عبر الزمن لاستكشاف موضوعات الحرب، والصدمة، والإرادة الحرة. وبخصوص عامل الثقافة، فهل يا ترى يدرك الذكاء الاصطناعي الثقافة باعتبارها نظامًا رمزيًا (معطى ثابت: معارف حول القطع الأثرية، أو الأعمال الفنية، أو الأماكن والمؤسسات، أو الأحداث التاريخية، أو طرق العيش الشائعة) أم في إطار ممارسات ديناميكية تعكس طريقة عيش الناس (أفراد أو مجموعات صغيرة) داخل ثقافاتهم، وتواصلهم، وتفسيرهم للمشترك، وسبلهم الممكنة أو المتاحة لتحقيق أهدافهم؟ لأنه ضمن أي ثقافة ما يمكن تقسيم نظام رموزها إلى عابرة للثقافات وأحادية الثقافة وجزئية. وهنا نذكر أن تقنية الحذف في الترجمة التي غالبًا ما تتفاداها الترجمة الآلية قد لا يكون مردها بالضرورة إلى كسل المترجم أو قلة حيلته، بل قرار معلل.
تحمل المسؤولية
إن هذه القرارات الذاتية للمترجم هي ما يميز دوره المحوري، الذي لا يكتنف على مجرد نقل المعنى، بل يتجاوزه إلى تحمل المسؤولية، وتبني مشروع ترجمي. وفي إطار هذا المشروع، يحتاج المترجم العربي في ضوء هذه التغيرات إلى (1) النظر في تجديد مفاهيمه حول استراتيجيات الترجمة في سياق متعدد التخصصات، و(2) إغناء مدخلات الذكاء الاصطناعي، و(3) تقاسم خبراتهم وآرائهم مع مبرمجي التطبيقات خاصة في مجال تقنيات الترجمة وتأثيراتها، ومنه إلى (4) التصدي لعولمة خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وبينما نحن في خضم رسم حدود هذه التقنيات، تعمل هذه الأخيرة على إعادة تشكيل صناعة خدمات الترجمة، وتفتح آفاقًا جديدة. في دراسة استقصائية حول الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أجرتها جمعية المؤلفين (SoA) (أكبر نقابة عمالية للكتاب والرسامين والمترجمين في المملكة المتحدة،)، دقت ناقوس الخطر في إشارة منها إلى تهديداته لعمل المترجمين، إذ يعتقد ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع (787 من كُتّاب القصص الروائية والواقعية، وكتاب السيناريوهات، والشعراء، والصحفيين، بالإضافة إلى الرسامين، والمترجمين) أن هذه التكنولوجيا ستؤثر سلبًا على دخلهم المستقبلي، حيث فقد أكثر من ثلث المترجمين عملهم، وانخفض دخل أكثر من أربعة من كل عشرة. وفي تحليله لنتائج الدراسة، ينبه «توماس بونستيد»، مترجم رواية «كل الأحبة» لـ«أغوستين فرنانديز مالو»، إلى التمييز بين المترجمين «التجاريين» والأدبيين، حيث تبقى هذه الأخيرة حكرًا على البشر. لكن ليست كل الأصناف الأدبية في مأمن، إذ تصرح «نيكولا سيمالي» مترجمة رواية «نظام رائع للغاية لدرجة أنه يعمي» لـ«أماندا سفينسون» أنه «قد يستفرد البشر بترجمة الكتابة الاصطلاحية والمحبوكة والمركبة، لكن ربما سيبدأ أولئك الذين يترجمون روايات الجريمة والروايات الرومانسية الذين قل عملهم بسبب الذكاء الاصطناعي في ترجمة الأعمال المعقدة، وسنتصارع جميعًا على مساحة في هذا المجال… آمل ألا يحدث ذلك!». وأقر «إيان جايلز»، الرئيس المشارك لرابطة المترجمين ومترجم رواية «الوقواق» لـ«كاميلا لاكبيرج»، إن دخله من أعمال الترجمة التجارية قد انخفض بشكل كبير منذ بداية عام 2023م. ويعني فقدان موارد الدخل غير الأدبية للمترجمين الأدبيين انخفاض الإقبال ورفع سقف الدخول إلى هذه الصناعة، حيث إنه لن يتمكن من ترجمة الأدب سوى أصحاب الثروات.
بصيص أمل
وبينما يقف بعض المترجمين حيرى أمام هول الحدث، يبحث آخرون عن بصيص أمل، إذ تتطلب الترجمة الآلية دورة جديدة من التحرير اللاحق (حيث يقوم محرر بشري بمراجعة ما ترجمه الذكاء الاصطناعي وإجراء التعديلات)، وتوضيب النص بما يتلاءم مع أغراض وغايات الترجمة. بل إن التحرير اللاحق قد يخلق الكثير من فرص العمل للمترجمين من وإلى العربية لمحدودية الأنظمة والتطبيقات، وقلة المدخلات، وخصوصية اللغة (خاصة التشكيل وضبط الحروف). ويتطلب هذا النوع من أعمال ما بعد التحرير درجة أعلى من الاهتمام والإبداع والجودة، لأنه غالبًا يولد الذكاء الاصطناعي نصًا مبسطًا. لقد انقلبت موازين القوة، فبينما كان المبرمجون في الماضي القريب يدأبون على جمع مدخلات الذكاء الاصطناعي مما أنتجه جيش من المترجمين ومنظري الترجمة والنقاد، صار اليوم لزامًا تطوير المترجمين البشريين منهجياتهم جنبًا إلى جنب مع التطورات التكنولوجية. فبالرغم من أن دمج الذكاء الاصطناعي سيعزز الإنتاجية حسب قول الرئيس التنفيذي لشركة Nuanxed، (شركة تعمل على تسهيل الترجمة عن طريق التحرير اللاحق) «روبرت كاستن كارلبيرج»، يبقى نجاح ذلك رهين عدم التضحية بالإبداع أو الجودة .