أقلام

اذهب لصلب الموضوع

بقلم: أمير الصالح

الإطناب هو خصلة سائدة في العصر الذهبي للإنتاج الأدبي العربي الذهبي ومن ميزاته تنوع المفردات والمرادفات لذات المعنى المقصود.

و كذلك فن الاستطراد بالكلام عند الحديث و سرد الرواية؛ فكان ومازال البعض لا سيما الخطباء وكتّاب السيناريوهات و مسلسلات الدراما وكتّاب الرواية القصصية و مخرجي الافلام السينمائية يستخدمون الاستطراد في السرد بكثره لتمطيط مدة الحديث لملء وقت المحاضرة المخصص ( ٤٥-١٣٥ دقيقة ) أو لزيادة عدد صفحات الرواية الأدبية أو لغرض تعميق الإقناع بفكرة ما.

وقد أصبح الجيل الصاعد، حيث السرعة في تحضير الطعام والتصفح في النت بطريقة التقليب، لا يميل لسماع الإطناب من الخطباء ولا يفضل الاستطراد بالحديث الصوتي. و نسمع كثيرا جملة ” عطنا زبدة الكلام” و قد نسمع أيضا جملة ” لا تكثر هرج” أو نسمع جملة ” خلك من كل الكلام و عطنا المفيد”؛ فأصبح عدد كبير من أبناء الجيل الصاعد يفضل قراءة ملخصات الكتب على قراءة الكتب أو يفضلون تصفح التيك توك عن ذات الموضوع من أن يبحثون عنه في المكتبات وأمهات الكتب.

ولكن الغريب العجيب، وفي ذات الوقت، نلاحظ أن أبناء الجيل الصاعد عنده نفس طويل في ان يتابع فيلم أكشن أمريكي مدته ساعتان أو مسلسل كوري أو عمل درامي تركي تتجاوز حلقاته ٢٠٠ حلقة و على مدة عدة اشهر!!

أتساءل : هل طريقة السرد غير المشوقة هي السبب أم أن مطرب الحي لا يُطرب أم أنه الانبهار الحضاري ؟
من مجمل ما نراه ونسمعه ونلاحظه، أن من أسباب التنافر بين أبناء الأجيال المختلفة في مجتمعاتنا هو استطراد المربي الروحي والتربوي والبيولوجي في الحديث والنصح والإرشاد والتوجيه عند الحديث معهم . و لذا البعض يقاطع كلام أخوه الأكبر أو والده أو المحاضر بالقول في ما معناه :
لطفا، اذهب لصلب الموضوع please, go to the point.

يجب علينا أن لا نتحسس من هكذا طلب و نتكيف مع تغير آليات التواصل بين الاجيال . لذا أنصح بشده ومن القلب، على كل متحدث أو خطيب أو مرب أو الوالدين عند الحديث مع أبناء الجيل Z وما يليه أن يركز كلامه في صلب الموضوع الواحد ليضمن وصول الفكرة لذهن المتلقي و منع تشتت التركيز أو تسرب الملل في صدورهم.

فإن الإعراض المتكرر منهم سيولد عدم الاكتراث أو اللامبالاة. و لنتذكر سويا أن هدف كل الإباء والتربويين الأساس هو احتواء أبناء الجيل وغرس القيم فلا بأس بالتكييف مع آلية التركيز و الاختصار عند التحدث معهم في موضوع ما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى