لقد تَرَجَّل باكرًا
عبد الفتاح الدبيس
فقد أليم ورضا بقضاء الله
بكثير من الألم والحسرة تلقينا نبأ وفاة الشاعر عبد الله أحمد الجفال يوم الأحد الموافق 2/2/2025 فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ولا نملك في هذا المقام إلا أن نرضى ونُسلِّم بقضاء الله سبحانه وتعالى.
نقول للمُحسن أحسنت
لقد أُمرنا أن نقول “للمحسن أحسنت”، وذلك اعترافًا بفضله وتشجيعًا لغيره من جهة، وتقديرًا للأعمال والإنجازات والمواقف التي قام بها، والتي بلغت درجة الاستحقاق من جهة أخرى، هذا في الحقيقة يستوجب منا تقديم كلمات الشكر والثناء والتقدير.
بناء على هذا، سأتحدث عن مسيرة شاعرنا الفقيد رحمه الله، لقد كان الشاعر عبد الله الجفال من “الشعراء المطبوعين” الذين يكتبون الشعر على سليقتهم وهذا شيء رائع وجميل، هذا الأمر مكَّنهُ أن يتقن العديد من بحر الشعر الخليلي ويكثر النظم عليه، وهذا ما نطبق على العديد من شعره الشعبي أيضًا، الشاعر الراحل لم يكتف بالنظم في هذين النوعين من الشعر فقط، بل كان أيضا حريصًا على المشاركة في الاحتفالات الدينية وفي العديد من المناسبات الاجتماعية، حتى بات يُعرفُ بين فئات كثيرة في المجتمع في مسقط رأسه مدينة سيهات وكذلك القطيف وعدة مدن وقرى في المحافظة، بل امتدت مشاركاته في العديد من الدول التي زارها مثل: الكويت- مصر والأردن وغيرها من الدول.
مشاركات شعرية فاعلة
شاعرنا الفقيد كان عضوًا في نادي الكوثر الأدبي في القطيف، وكذلك كان عضوًا في نادي عرش البيان الادبي في سيهات، إضافة الى أندية أخرى في المنطقة، هنا لا بد من الإشارة الى أننا في نادي عرش البيان، وجدنا منه تعاونًا مثمرًا في طباعة مجموعة شعرية له ضمت العديد من قصائده الفصيحة والشعبية، إضافة الى مشاركاته في العديد من الأمسيات الشعرية التي نسقها النادي سواء في مقره بحي الديرة أو في الاحتفالات الدينية والاجتماعية التي شارك فيها بعض شعراء النادي، وكان تعاونه مثمرًا وبناءً في كل هذه النشاطات والفعاليات.
بعض من صفاته الشخصية:
شخصية الراحل “رحمه الله”، تحمل الكثير من الصفات الإنسانية الحميدة، حيث كان يتمتع بشخصية اجتماعية مرحة ومفاكهة جلسائه، وترتسم على محياه الابتسامة الدائمة هذا على الصعيد الشخصي، وأما ما يثير الإعجاب في شخصيته كشاعر، فهي حماسته في الإلقاء وتفاعله مع أبيات قصائده الفصيح منها والشعبي، هذا التفاعل والحماسة أكسبه شهرة بين الناس، الأمر الذي مَكَّنهُ من جذب الأسماع إليه، حيث شجع الكثير من منظمي الاحتفالات الدينية والاجتماعية من الاستعانة به للمشاركة في احتفالات مواليد المعصومين سلام الله عليهم أجمعين. أمر آخر أساسي ساهم في نجاح إلقائه الجماهيري هو اهتمامه “بحسن الهندام”، الذي يعد من أحد شروط الإلقاء أمام الجمهور حسبما أشار إليه العديد من مُنظّرِي فن الإلقاء سواء الإلقاء المنبري أو الإلقاء الجماهير، نقطة أخرى تحسب لشاعرنا المتميز هي روعة القصائد الشعبية التي كان أكثرها نظمًا في آل البيت عليهم السلام، الأمر الذي يجعلنا نقف لهذه الشخصية إجلالًا واحترامًا وتقديرًا.
ختامًا، ندعو الله جل في علاه أن يتغمد فقيدنا برحمته الواسعة وأن يحشره مع محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.