٥ فبراير يوم النوتيلا العالمي
![](https://www.bshaer.net/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250205-WA0037.jpg)
رباب حسين النمر
يحتفل العالم في الخامس من فبراير باليوم العالمي للنوتيلا، وبدأت بهذا الاحتفال سارة روسو عام 2007م وهي مدونة أمريكية مهوسة بالنوتيلا؛ وشاركها الاحتفال بهذا اليوم عشاق الشوكولاتة القابلة للدهن حول العالم. تحتل النوتيلا المرتبة الأولى بين مختلف أنواع الشوكولا التي يعشقها الأطفال والبالغون، فمن منا لا يعشق الشوكولاته، ولا تفرحه قطعة منها في مختلف المناسبات.
وفي عام 2015م، اعتمدت شركة “فيريرو” الإيطالية التي تصنع “نوتيلا” هذا اليوم للنوتيلا، ودعمته ليصبح أكبر وأشمل من خلال موقعها الرسمي، وإعطاؤعا فرصة لبعض الأشخاص بأن يصبحوا سفراء النوتيلا حول العالم.
*قصة اختراع النوتيلا*
تعود قصة اختراع النوتيلا إلى عام 1806م حين حاول نابليون بونابرت إنهاك التجارة البريطانية كوسيلة حربية للنيل من أعدائه، فأوقف استيراد الكاكاو من جميع الدول الأوربية، مما تسبب في ارتفاع سعر الشوكولاتة، فاضطر تجار الشوكولاتة في تورينو الإيطالية إلى إضافة البندق المطحون لزيادة الإنتاج، وكان المنتج الجديد معجونًا أطلق عليه اسم Gianluca، وتوقف إنتاجه بعد عودة التبادل التجاري مجددًا.
وبعد أكثر من قرن من الزمن، ارتفع سعر الشوكولاتة مرة أخرى؛ بسبب الحرب العالمية الثانية وغزو هتلر الزعيم الألماني لمعظم الدول الأوربية، فتوجه صانع المعجنات الإيطالية “بيترو فيريرو” إلى البندق لإنقاذ شركته عام 1946م، وأنتج معجون Gianluca، وابتكر وصفة كانت عبارة عن مزيج من السكر ومسحوق البندق وقليل من الكاكاو، وصنعها في قوالب صلبة يمكن كسرها واستعمال أجزاء وقطع منها لحشو المخبوزات، وأطلق عليها اسم “جيانتوجت. وفي عام 1951م طور “ميشيل فيريرو” ابن بيترو، وصفة أبيه ليجعلها قابلة للدهن بإضافة لمسته الخاصة، ليطلق عليها عام 1964م اسم “نوتيلا”.
في عام 1965م وصلت نوتيلا إلى ألمانيا، وأحبها الألمان، وتوسع انتشارها عام 1966م باتجاه أوروبا، ثم انتشرت في أستراليا من مدينة سيدني عام 1978م، ثم في أمريكا.
وأصبحت النوتيلا تباع في أكثر من 75 دولة حول العالم، حيث تمتلك شركة نوتيلا حوالي 11 مصنعًا، وتنتج 365 طنًا كل عام، وأصبحت عائلة فيريرو الأغنى في إيطاليا، حيث تقدر ثروتها بـ15 مليار دولار.
*عائلة فيريرو وقصة النوتيلا*
كان بيترو والد عائلة فيريرو يمتلك مخبزًا في ألبا بإيطاليا وهي تشتهر بإنتاج البندق، وكان بيترو يبيع في الأصل كتل كبيرة (تسمى باستا جياندوجا) للعلاج ثم خطرت له فكرة البدء في بيع نسخة كريمية من العلاج، تُعرف باسم Supercell Gianluca.
ثم قرر نجل بيترو، ميشيل، تكثيف إنتاج الخليط، فقام بتغيير الوصفة قليلًا، وحصلت على اسمها الجديد: نوتيلا. تم بيع البرطمان الأول في عام 1964، وأصبح علاجًا شائعًا في جميع أنحاء أوروبا منذ ذلك الحين بحلول منتصف الثمانينات، كانت عائلة فيريرو تستوردها إلى الولايات المتحدة وأصبحت الآن عنصرًا رئيسًأ في جميع أنحاء العالم.
*نوتيلا لعلاج الشعر والبشرة*
قرر بعض الأشخاص استخدام نوتيلا -إضافة إلى أكلها- لعلاج البشرة كونها تحتوي على الحليب، وبودرة الكاكاو والجيلاتين، وعسل النيم الذي يأتي من غابات وسط الهند، مما جعل البعض يعتقدون أن البشرة يمكن أن تستفيد منها.
كما يستخدم آخرون النوتيلا اليوم كعلاج لتساقط الشعر حيث أصبحوا يدهنون رؤوسهم بالنوتيلا كعلاج لالتهابات فروة الرأس، وجعل الشعر رطبًا، ولا تعرضه للتقصف والهيشان، كما أنها فعالة جدًا في تأخير علامات الشيب المبكر على الشعر من خلال المداومة على استخدامها.
*نوتيلا تحسن وظائف المخ*
أظهرت الدراسات أن مركبات “البوليفينول” والفلافانولات”، التي توجد في الكاكاو (وهي أحد مكونات النوتيلا السبعة)، قد تساعد على تحسين تدفق الدم إلى المخ، وإنتاج خلاياه، وتحسين وظيفة المخ إجمالًا. وقد تساعد في منع أمراض التنكس العصبي، مثل مرض الزهايمر وشلل الرعاش. كما أن الكاكاو يساعد على انخفاض ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
*النوتيلا لقوة العظام*
تحتوي النوتيلا على بوردة حليب خالي الدسم، وهي مصدر جيد للبروتين، وتحتوي على الكالسيوم لتغذية الجسم. حيث تحتوي ملعقتان كبيرتان من النوتيلا على “4 %” من القيمة الغذائية التي يجب أن يتناولها المرء يوميًا، إضافة إلى الكالسيوم الضروري لبناء العظام والمحافظة عليها. كما أن الحليب غني بمجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك البوتاسيوم، وفيتامين B12، والكالسيوم، وفيتامين D، وفيتامين A، والمغنيسيوم، والزنك، والثيامين (فيتامين B1).
*البروتين في نوتيلا*
إذا كنت من عشاق تناول النوتيلا، فيمكنك تناولها بكل راحة لوجود البروتين على الأقل. إن تناول “100” جرام من النوتيلا (حوالي أربع ملاعق كبيرة) سيمنح الجسم 6.3 جرام من البروتين، وهذا ليس سيئًا بالنسبة لوسائل العلاج الأكثر شدة. وهناك فوائد لا حصر لها لزيادة نسبة البروتين في الجسم، منها على سبيل المثال: تكوين الخلايا، المحافظة على العضلات والعظام والأنسجة وتعويضها لإنتاج الإنزيمات والهرمونات.
*أضرار النوتيلا*
من المعروف عن الشوكولاتة أنها سبب رئيس للوزن الزائد؛ بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر والدهون؛ وبالتالي فهي تعرض المفرطين في تناولها لخطر السمنة المفرطة مما قد يسبب مشاكل أخرى كأمراض القلب.
وإلى جانب السمنة، حذر تقرير أصدرته هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، عام 2016م، أن زيت النخيل المستخدم في شوكولاتة “نوتيلا” قد يسبب مرض السرطان.
وقال التقرير، إن شركة فيريرو المصنعة لشوكولاتة نوتيلا تستخدم زيت النخيل، لأنه أرخص أنواع الزيوت المتوافرة في الأسواق، والتحول إلى نوع آخر أقل خطرًا من الزيوت سيكلف الشركة ما يقارب 22 مليون دولار إضافية سنويًا.
ولكن شركة “فيريرو” أصرت على قرار الإبقاء على زيت النخيل في “نوتيلا”، على الرغم من مخاوف السلامة، بحجة أنه يرتبط بالجودة وليس التكلفة، حيث يستخدم لإعطاء المعجون القابل للدَهن ملمسه الناعم الذي لا يمكن تحقيقه باستخدام الزيوت الأخرى حسب زعمها.
وتتمحور المخاوف من السرطان على مركب يعرف باسم استرات جليسديل والأحماض الدهنية (GE)، التي ينتج في زيت النخيل عند تسخينه فوق درجة حرارة 200 مئوية، كما هو حال كثير من الأطعمة.
وقد أعربت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أيضاً عن مخاوفهما بشأن مادة (GE)، ولكن لم يصل إلى حد إصدار تحذيرات بشأن استهلاكها.
*عملة نوتيلا في إيطاليا*
احتفاء باليوم العالمي للنوتيلا، أصدرت وزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية عام 2021 عملة فضية مخصصة لهذا المنتج التاريخي ضمن سلسلة “التميز الإيطالي”، بقيمة اسمية 5 يوروهات.