أقلام

جبل المصيبة

عبد الله آل إبراهيم

كتبت هذه القصيدة في رثاء أخينا الشاعر عبدالله الجفال عليه الرحمة

كدِرَت لنفسك في الدجى الأحوالُ

متغرِّبًا في مصرَ يا (جفَّالُ)

ودعاك للأمر الفظيع وما علِمْ

تَ بِشرِّ ما أخفى لك الترحالُ

وجرى النَّبا سيلًا يحطم ساكنًا

فتحطمَت من فعله الآمال

فإذا الهدوء مع السكينة أصبحا

غرضًا تمزق ثوبَها الأهوال

جبل المصيبة خر فوق رؤوسنا

فكأنه من هوله زلزالُ

وكأن صوتَ النادبين لمن مضى

متواريًا عن صحبه أثقال

وبكت قلوب أحبة لك وانتهى

لمسامع علِمَت بك الإعوالُ

وتقطعت من منتداكَ بمدية ال

ألم الذي أودى به الأوصالُ

فَلَكَم تركتَ من المآثر صفحةً

نُشِرت بها الأفعالُ والأقوالُ

رفعتك في تلك المحافل شاعرًا

ولك استوى الترحيب والإقبالُ

لك بالذي كَتبَتْ يداك صحيفةٌ

بيضاءُ بين صحائفٍ تختالُ

فَلَكَم ذكرتَ بها مناقب فتيةٍ

نصروا الحسين وكلهم أبطالُ

عرجوا إلى الفردوس والخلد الذي

رخُصت له الأعمار والآجالُ

ولَكَم أشرتَ إلى سماء أفاضلٍ

هطلَت علينا منهم الأفضالُ

فبِهم يليق بما لهم أعطى الذي

خلق الورى التعظيم والإجلالُ

وبهم يليق و لا يليق بغيرهم

شرفٌ وما أهل الهداية نالوا

فبِمن ذكرتَ فطِب وقَر عينًا أخي

فستستقِرُّ غدًا لك الأحوالُ

ولك الكرامة عند آل محمدٍ

فبِحُبهم غرفُ الجِنان تُنالُ

وعليك عزةُ تابع لهداهمُ

لا يحرمنْك بهاءها الإذلالُ

فبما تركتَ من الثناء عليهمُ

ستصون ذكرك فيهمُ الأجيالُ

وستقرأ المدحَ الذي أنشدتهُ

من نظمِك الآباءُ والأنجالُ

فلكَ الخلود بما عمِلتَ تقرُّبًا

ولربنا رفِعتْ به الأعمالُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى