أقلام

وهج القوافي في محراب الإبداع

عماد آل عبيدان

إهداء إلى الشاعر أبي أحمد جاسم الصحيح

هاكَ القصيدَ، جلالُ الحرفِ يُعليها

وَرَوعةُ الفكرِ تيجانٌ تُزكّيها

تمضي بثوبِ الضياءِ الحرِّ مُعتلِيًا

كالسيفِ يَحملُ مِنْ أنوارِ باريها

إنْ صاحَ في الدهرِ صوتُ الحقِّ فانكسرتْ

أوهامُهُ، لاحَ نجمٌ في دياجيها

يا شاعرَ الفنِّ، يا نَغْمًا يُقدِّسُهُ

صوتُ الخلودِ، وألحانٌ تُمجِّيها

تجري القصائدُ مِنْ عينيكَ مُشتعِلًا

سِحرًا يفوقُ رؤى الدنيا ويُبديها

كالبحرِ تُلقي على الآفاقِ دُرَّتَها

فيشهدُ الموجُ إعجازًا يُزكِّيها

أنتَ الذي خَطَّ للأزمانِ مَوكِبَها

في سِفْرِ إبداعِها، يُملي معانيها

إن كانَ في الفنِّ سرٌّ لا يُفسِّرُهُ

موتٌ، فأنتَ بفيضِ الفنِّ تُجريها

ما الفنُّ إلا شُعاعُ النورِ مُنطلقًا

يشقُّ ليلَ الأسى حتى يُجَلِّيها

فامضِ، فما خابَ مَنْ في الحرفِ مُعتصِمٌ

ولا توارى الضيا يوماً مُباريها

يا مالكَ السحرِ، يا مَن تستفزُّ بهِ

نبضَ الخيالِ، وتُسقيهُ وتُرويها

كالبدرِ تُشرقُ أنغامٌ مُقدَّسةٌ

من فكرِكَ الطاهرِ المسكونِ واديها

ترتادُ كلَّ ذُرى الإبداعِ مُندفعًا

حتى تُسَجِّلَ للأجيالِ ماضيها

أنتَ الذي نطقتْ آياتُهُ عبقًا

فما استقامَ سوى فكرٍ يُحاكيها

والفنُّ لولاكَ ما ارتاحتْ معالمُهُ

ولا اهتدى نَبضُهُ العلويُّ هاديها

فاصرخْ بصوتِكَ، لا تخشَ العُلا، فلقد

كُتبتْ على الأفقِ أشعارٌ تُناديها

وابقَ السراجَ الذي تمضي القوافلُ في

أنوارهِ، ومضِيها من تلاقيها

فاسمو بروحِكَ، لا ترضَ الدُّنا بَدَلًا،

فالفكرُ بحرٌ، وشطُّ المجدِ شاطيها

إنْ كنتَ في الحرفِ سيفًا لا يُكابدهُ

عصرٌ، فكلُّ اللُّغى صارتْ مواليها

والدهرُ يُنصِتُ إن أطلقتَ صاعقةً

من بوحِ روحِكَ، والتاريخُ يُمليها

ما زلتَ تُبدعُ والأيامُ شاهدةٌ

أنَّ المعاليَ في نبضِكَ تُحييها

أنتَ الذي صاغَ للأجيالِ مَنبعَها

وكنتَ للنورِ في دربٍ يُناديها

فانهضْ، وسِرْ راكِبًا مجدًا، فإنَّ غدًا

سَيَسْتَفِيقُ على أنغامِ باريها

والفنُّ منكَ ومن أسرارِ روعتِهِ

ينسابُ مثلَ المدى، طيفًا يُهديها

إنْ طالَ ليلُ الأسى، فالصبحُ موعدُهُ،

وكلُّ حرفٍ سَيبقى في معاليها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى