بعض من السيرة العطرة للعلامة الشيخ هلال المؤمن -رحمه الله-
عبد المؤمل المؤمن
هو العلامة الشيخ هلال علي وايل محمد عبد الله محمد علي محمد المؤمن من الشعبة في المبرز، ولد شيخ العائلة وأبوها الحنون التقي الورع العلامة شيخ هلال المؤمن بحسب الهوية عام 1370 هـ وعاش طفولته في الكويت ودرس فيها الابتدائية والمتوسطة والثانوية وهاجر منها إلى النجف الأشرف، وكان زميله لعله في الهجرة والمهجر – من الكويت إلى النجف الأشرف ثم إلى قم المقدسة – العلامة المربي الشيخ حبيب الكاظمي.
كانت هجرته للنجف الأشرف في حياة الإمام السيد محسن الحكيم -قده- حيث ذكر لي بعض مواقفه الطريفة مع السيد الحكيم -قده- فيما يرتبط ببعض الاستفتاءات.
حضر دروس المقدمات والسطح في الأحساء والنجف الأشرف ولعل شيئا منها في قم المقدسة.
ومن أساتذته الذين حضر عندهم المقدمات أو السطوح رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين:
– السيد علي السيد ناصر السلمان – المنطق.
– السيد محمد محمد صادق الصدر – الشرائع
– المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي – لا اتذكر المادة
– الشيخ محمد الهاجري رحمه الله – الكفاية على ما اتخطر.
– الشيخ عبد الوهاب الغريري.
هاجر ما بين النجف الأشرف وقم المقدسة لعله أكثر من هجرة وحضر الخارج عند جملة من علمائها رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين:
– السيد علي الفاني.
– الشيخ الوحيد الخراساني.
– السيد محمد الروحاني.
– السيد محمود الهاشمي الشاهرود.
– السيد كاظم الحائري حيث لازمه طويلاً ويعتبر من خواص تلامذته، حضر عنده لعله 12- 14سنة وقرر له بحث الخمس وأخذ منه السيد الحائري كراس التقرير وأبقاه عنده.
وأتخطر أني سمعت منه حضوره عند الميرزا جواد التبريزي
للعم الشيخ الكثير من الذكريات العطرة واللطيفة مع العلماء الكرام والمراجع العظام كالإمام الحكيم والشهيد السيد محمد باقر الصدر وغيرهما.
عام 1414 عاد الى الوطن وسكن الدمام واشتغل بالتدريس والتبليغ وتفانى في خدمة المؤمنين وقضاء حوائجهم وحل مشاكلهم يشهد له القريب والبعيد بتقواه وورعه وشدة احتياطاته في أمور الدين، وأول ما يتبادر إلى ذهن من عرفوه شدة تواضعه وبساطته التي قضى عمره فيها بعيشة ترابية حيث قل نظيره في ذلك، لا تكاد الابتسامة تفارق محياه الوضاء، إيمان يرفعه العلم ويزينه الورع والتقى والتواضع وتجمّله ابتسامة مشرقة لاتفارق محياه الكريم. -رحم الله روحه الطاهرة-
ومن مآثره شدة ارتباطه بـ آل محمد وخصوصاً سيد الشهداء عليه السلام حيث كان يلازم مجالس العزاء ويقطع المسافات لحضورها في القطيف في ليالي عاشوراء المباركة، وفي سيهات في نهار أيامها
كان لسنوات ملازماً لحضور دعاء الندبة كل جمعة مع طلوع الشمس في حسينية الزهراء عليها السلام.
كان سريع الدمعة غزير العبرة يجهش بالبكاء عند ذكر سيد الشهداء عليه السلام، ومن عاداته التي لا تنسى أنه في إحياء ليالي القدر وغيرها من المناسبات حينما يتوجه إلى زيارة سيد الشهداء يصرخ أولاً ثلاثاً بأعلى صوته في اللاقطة ( يا حسين) ثم يبدأ الزيارة. كانت الحسينية كما قلوب الحاضرين ترتج لصرخته وبكائه على سيد الشهداء وهو يصرخ (يا حسين).
كانت ابتسامته ولطافة حديثه لا تكاد تفارق مجالسه ومن باب الطرفة ذكر لي أنه اختلف في مكان ولادته هل هو الأحساء أو الكويت أو الجزيرة – في خوزستان- حيث أن والدته سكنة بنت حسين المؤمن عاشت شطراً من عمرها في الأحساء حيث العائلة وثلاثة من أخوانها ( علي ومحمد وعبد الله) وعاشت شطرا اخر من عمرها إلى آخر حياتها في الجزيرة حيث يعيش ثلاثة من أخوانها ( عبد علي وعبد الرسول أحمد).
وأما والده فقد ولد في الجزيرة وعاش شطرا من عمره فيها ثم هاجر إلى الكويت، حيث درس ولده الشيخ الابتدائية والمتوسطة والثانوية – وعاد الأب إلى وطنه في الثمانينات من القرن الميلادي الماضي وسكن في الدمام وتوفي فيها عام 1413 هـ ودفن في البقيع لا يفصله عن مدفن أئمة البقيع سوى امتار تقريباً، رحمك الله يا شيخنا الجليل وأسكنك فسيح جنانه وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.