لعبة الفهد – الحلقة الثالثة: درس في العدالة

ابراهيم الرمضان
في صباحٍ مشحون بالتوتر، وقف علي في زاوية ساحة المدرسة التي كانت تعجّ بالحركة، حاملًا حقيبته، يحاول أن يظل بعيدًا عن أعين المتنمرين الذين اعتادوا أن يستهدفوه بألسنتهم الحادة كلما سنحت لهم الفرصة. منذ أن سمعوا بخروج فهد من السجن، أصبحت عائلته مادتهم اليومية التي يفتحون ريقهم عليها. كان علي شديد الصبر على كل ما يجري، ولكن هذا اليوم بدا وكأنه يحمل عاصفة لا مفر منها.
بينما كان علي يسير في حال سبيله، تجمع حوله مجموعة من الطلاب، يتقدمهم “كمال”، زعيم المجموعة، الذي اشتهر بلسانه السليط. اقترب كمال من علي، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة مليئة بالاستفزازٍ:
– هاه، علي! كيف هو حال أخيك خريج السجون؟ لم نسمع بأية حكاية جديدة. أخبرنا… حياتكم اليومية تصلح لتكون برنامجًا واقعيًا على سناب شات، ستكسرون الأرقام القياسية بالمشاهدات.
حاول علي تجاهلهم، وحاول فك الحلقة التي تشكلت حوله، ولكنه لم يجد منفذًا، بينما استمر كمال في الضغط. ولولا تدخل أصدقاء علي، ومن بينهم صديقه المخلص “سامي”، لربما تفاقم الوضع.
سامي (بصوت مطمئن وهو يسحب علي بعيدًا):
– لا عليك يا علي، نحن معك، يجب أن تتقدم بشكوى ضدهم خلال فترة الفسحة، وسنشهد معك.
علي (بغصة وحزن):
– لا تحاول يا سامي. أنسيت من يكون هذا المعتوه كمال؟ إنه ابن مدير المدرسة.
سامي:
– حتى وإن كان ابن المدير، هذا لا يعطيه الحصانة ليصبح بلطجيًا! إذا استدعى الأمر، سنتحدث مع آبائنا للتصعيد.
ولكن النقاش بينهما انقطع بدخول المعلم للفصل مع بداية الحصة الأولى. كان المعلم منغمسًا في شرح الدرس ويكتب على السبورة، بينما بدأ كمال يُسمع تعليقاته بصوت يكفي ليصل إلى علي الجالس أمامه:
كمال (بصوت مستفز):
– أتعلم يا صاحبي؟ يبدو أن عائلة علي كلها عندها مهارات إجرامية متوارثة، ما شاء الله. سمعت أن فهد شابه أمه كثيرًا… نعم، سمعت أنها كانت تمارس النشل منذ طفولتها. مسكين فهد، لص ابن لصة!
طفح الكيل بعلي. دون أن يعي ما يفعل، وقف على كرسيه وقفز على كمال ليطرحه أرضًا ويوسعه ضربًا.
علي (وهو يهتف بغضب):
– احترم نفسك أيها الوغد! لسانك القذر لا يليق به أن يذكر اسم أمي.
كمال (باستفزاز وهو يحاول الإفلات):
– أنت آخر من يتحدث عن الاحترام! سيرتكم، بما فيها أمك، لا تستحق الاحترام.
ليزداد هياج علي وتشتد المعركة بينهما، رغم محاولات الطلاب والمعلم للتفريق بينهما. علي كان كمن فقد السيطرة، لا يرى أمامه سوى صورة أمه وهي تُهان من قِبَل من يراه أرذل المخلوقات… وإثر المحاولات اليائسة للتفريق بين الخصمين، وصلت إدارة المدرسة بسرعة لفض الشجار، وتم استدعاء علي وكمال إلى مكتب المدير.
عند باب الإدارة، أمسك سامي بذراع علي وقال بحزن:
– أعانك الله يا علي، المدير لن يقف في صفك أبدًا طالما خصمك ابنه المعتوه.
دخل علي مكتب المدير، واقفًا بصمت، بينما كمال كان يمثل دور الضحية أمام والده المدير.
المدير (بتجهم):
– علي، هل تشرح لي ما الذي دفعك للاعتداء على زميلك؟
رفع علي رأسه، وبعينين ممتلئتين بالغضب وقال:
– كمال تجاوز حدوده وتحدث عن أمي بكلام لا يليق، لن أسمح لأي أحد أن يمسّ اسمها، حتى لو كنت وحيدًا.
صمت المدير للحظة، ثم التفت إلى ابنه كمال بنظرة خفيفة، ولكنه سرعان ما قال:
– مهما كان السبب، تصرفك كان خاطئًا، سنستدعي والدك الآن لبحث هذا الأمر.
بعد أقل من ساعة، وصل أبو فهد إلى المدرسة، دخل مكتب المدير وألقى نظرة غاضبة على علي، ثم استمع إلى شرح المدير عن الحادثة…. بعد أن خرج أبو فهد من الإدارة، أمسك بذراع علي بنظرات مليئة باللوم.
أبو فهد (بنبرة حادة مليئة بالإحراج):
– علي! ماذا جرى لك؟ أرجوك لا تجعل اسم عائلتنا أكثر سوءًا مما جعله أخوك.
علي، بصوت خافت لكنه مليء بالإصرار:
– أبي، لم أستطع السكوت… تحدثوا عن أمي.
أبو فهد (بتنهيدة عميقة):
– ولو! يجب أن تكون أعقل من هذا، نحن لسنا ندًا لهم.
علي (يرفع صوته بغضب):
– لماذا ولو؟ لماذا تجعلني أشعر دائمًا بالضعف؟ أنت السبب في وصولي إلى هذه الحالة!
امتقع وجه أبو فهد للحظة، ولكنه لم يرد. سار باتجاه بوابة الخروج من المدرسة بتثاقل، بينما أسرع علي خلفه وهو يشعر بالندم.
علي:
– أبتاه، سامحني… لم أقصد ما قلته.
أبو فهد (بهدوء وهو يشير ناحية الفصل):
– أجل حديثك للمنزل، اذهب الآن إلى فصلك.
عاد علي إلى الفصل بعد ساعات ثقيلة، وكأن القدر يسخر منه بوضعه في مواجهة مع أكثر المعلمين الذين يكرههم في المدرسة (الأستاذ سلطان)، كان هذا المعلم مثالًا حيًّا لما قاله والده قبل قليل: “لسنا ندهم”. لم يكن الأستاذ سلطان يتوانى عن استغلال أية فرصة للإساءة لعلي، سواء كان ذلك علنًا أو من خلال التلميحات، وكأن وجود علي في الفصل مجرد فرصة ذهبية لإشباع رغباته بالتنمر والتسلط.
ورغم أن علي كان من الطلاب المتفوقين في مادة الأستاذ سلطان، إلا أن تفوقه لم يشفع له. كان الأستاذ سلطان يبحث دائمًا عن وسيلة لإذلاله، ومع قصة أخيه فهد، وجد في ذلك مادة دسمة!! لم يكن علي يفهم أبدًا أين يجد هذا الرجل متعته في مثل هذه التصرفات، ولكنه كان يدرك أن الأستاذ سلطان يحب أن يتملق للمدير، خصوصًا عندما يكون الأمر متعلقًا بابنه المدلل كمال!!
بدأت الحصة، وكان سلطان يشرح على السبورة، ولكنه فجأة التفت نحو علي، وبصوت مرتفع مليء بالسخرية قال:
– علي، سمعت بما حدث اليوم مع كمال، لم يكن لك الحق في الاعتداء عليه، المسكين لم يفعل شيئًا سوى قول الحقيقة.
رفع علي رأسه ونظر إليه بصمت، لكنه لم يقل شيئًا.
تابع سلطان كلامه بنبرة أكثر حدة:
– أما بخصوص أمك، فهو لم يسيء إليها، بل وصفها بما هو معروف، الجميع يعرف القصة، أليس كذلك؟ سمعت منذ زمن طويل أنها كانت تعتبر النشل لعبة مسلية. فلا غرابة أن يكون أخوك فهد قد ورث الموهبة منها!
تسمر الفصل بأكمله في صمت مشحون، كانت كلمات الأستاذ سلطان ثقيلة ومليئة بالإهانة أثار حفيظة جميع الطلاب (ما عدا كمال طبعًا!). شعر علي وكأن كل قطرة دم في جسده تغلي، وقف فجأة حاملًا حقيبته، واتجه نحو الباب دون أن ينبس بشفة.
صاح الأستاذ سلطان بغضب:
– لا تخرج! سأبلغ الإدارة بأنك هربت من الفصل، ولن يفيدك أحد.
توقف علي للحظة عند الباب، ثم التفت نحوه وقال بنبرة ملؤها التحدي:
– افعل ما تريد، لم يعد الأمر يشكل فارقًا لدي.
عندما اتجه علي إلى بوابة المدرسة، كان قراره واضحًا، الهروب من هذا الجحيم الذي يسمونه “مدرسة”، ولكن وقوف الحارس المعروف بـ”العم أبو حميد” أمام البوابة حال دون ذلك.
علي (بصوت متوسل):
– عمي أبو حميد، دعني أخرج أرجوك، لم أعد أتحمل، حياتي هنا أصبحت كابوسًا بسبب أخي فهد.
أبو حميد (مستفسرًا بقلق):
– فهد؟ وما علاقته بالأمر؟ أخبرني، ماذا حدث؟!
فبدأ بسرد ما جرى منذ الصباح حتى لحظته تلك، كانت كلماته متقطعة أحيانًا ومليئة بالغضب في أحيان أخرى.
احمر وجه العم أبو حميد تدريجيًا مع كل كلمة ينطقها علي، وبدا وكأن الصبر يتلاشى من ملامحه.
أبو حميد (وهو يشد على عضد علي بحزم):
– استمع إلي جيدًا، يا بني، ما يحدث لا علاقة له بأخيك فهد، بعض الناس دائمًا يجدون في الألسنة المسمومة سلاحًا سهلًا للطعن في الآخرين، فراغ عقولهم يجعلهم يبحثون عن أي موضوع يملأ فراغهم القبيح، ويبدو أن أخيك كان الموضوع المثالي. ولكن تذكر شيئًا مهمًا، لا أحد يملك الحق في الحديث عن والدتك رحمها الله، دعك من هؤلاء الحثالة. والدتك كانت إنسانة طيبة، وأنا أعرف ذلك لأنني كنت صديقًا لأخيك فهد.
تنهيدة طويلة خرجت من صدر علي وكادت عينه أن تدمع، كأن الكلمات الطيبة التي سمعها من أبو حميد كانت بلسمًا لجروح قلبه المثقل.
علي (بصوت مبحوح):
– ليت أبي كان لديه موقف مثل موقفك، مجرد كلماتك هذه كانت ستريحني كثيرًا بدلًا من موقفه السلبي الدائم.
أبو حميد (بهدوء وتفهم):
– أنا لست هنا لمحاسبة والدك، يا بني. لكل شخص ظروفه وأسبابه، ربما ستفهمها يومًا ما. ولكن المهم الآن هو أن تعلم أن الحياة ليست دائمًا عادلة، ومع ذلك يمكننا أحيانًا أن نجد طرقًا لإعادة التوازن.
نظر إليه علي بحيرة ثم قال:
– ماذا تقصد؟
أبو حميد (بابتسامة خفيفة وهو يمسك بكتف علي):
– أقصد أنني قد أملك طريقة تساعدك في استعادة كرامتك أمام ذلك الأستاذ المتعجرف، ولكن عليك أن تتحلى بالصبر.
علي (وقد اشتعلت عيناه بالأمل):
– حقًا؟ كيف؟
أبو حميد (بجدية):
– ستعرف في الوقت المناسب، الآن عد إلى فصلك، ولا تدعهم يشعرون بأنك مهزوم، واحرص أن تكون آخر من يغادر المدرسة اليوم. تعال إلي هنا الساعة الواحدة والنصف بالضبط.
رغم التردد، عاد علي إلى فصله، وهو يحمل أملًا صغيرًا في أن العم أبو حميد يملك بالفعل الحل الذي يحتاجه.
ومع نهاية اليوم الدراسي، انتظر حتى انصرف الجميع، ثم توجه بخطوات مترددة إلى غرفة الحارس أبي حميد، كما طلب منه.
علي:
– ها قد أتيت يا عم، ما هو الشيء الذي يمكنني من خلاله أخذ حقي من المعلم؟
أبو حميد (بابتسامة غامضة):
– انتظر لحظات فقط، هذا المعلم البغيض هو آخر من يغادر المدرسة، حين يظهر سترى كل شيء بنفسك.
انتظر علي بقلق وترقب، حتى ظهر المعلم سلطان أخيرًا، يسير بثقة وغطرسة كما لو كان يملك المكان بأسره. عندها، اعترضه أبو حميد بصلابة.
أبو حميد (بنبرة جادة):
– قف عندك يا (سليطين)، لدي حديث معك.
الأستاذ سلطان (متفاجئًا وبنبرة مستفزة):
– سليطين؟!! هل تراني أصغر أبنائك؟؟!
ثم التفت إلى علي بعينين تحملان تهديدًا ضمنيًا.
الأستاذ سلطان (بنبرة ساخرة):
– يبدو أنك تريد أن تدافع عن هذا الطفل المسكين؟ هه… لا تلعب بالنار يا أبا حميد، مكالمة واحدة مني وستُفصل، أو يتم نقلك إلى هجرة نائية، لا تخاطر برزقك من أجل أشخاص لا يستحقون الاحترام.
احمر وجه علي، وشعر أبو حميد بأنه قد ينفجر في أية لحظة، فربت على كتف علي ليهدئه.
أبو حميد (بثبات):
– لا تجرب أن تهددني يا سليطين، أنت آخر من يتحدث عن الاحترام، لأنك لا تملكه أصلًا، يا أيها المستشرف الكبير!!
الأستاذ سلطان (غاضبًا):
– ماذا؟! أتجرؤ أن تصفني بالمستشرف؟ أنا أشرف منك ومن جميع من حولك!
ضحك أبو حميد ضحكة مصطنعة، ولكنها كانت كافية لإثارة استفزاز (سليطين).
أبو حميد (بهدوء مستفز):
– على رسلك يا سليطين، من كان بيته من زجاج، لا يرمي الناس بالحجارة.
ثم أخرج هاتفه من جيبه، وبدأ يبحث عن شيء فيه، قبل أن يرفع الشاشة نحو وجه سلطان قائلًا:
– تفضل يا أشرف خلق الله، يا من تقوم الليل في العبادة، هل هذا فعال المحترمين والأشراف؟
تغير لون وجه الأستاذ سلطان فجأة، ومال إلى الأزرق كأنه اختنق من هول المفاجأة، بحماس شديد، خطف علي الهاتف من يد أبي حميد.
الأستاذ سلطان (مذعورًا):
– أرجوك يا علي، أرجوك! أعطني الهاتف!
لكن علي ركض خلف أبي حميد، ممسكًا بالهاتف بقوة..
أبو حميد (بحالة إرباك):
– ابني علي، لا يجب أن تشاهد هذا المقطع. أعطني الهاتف الآن.
علي (بإصرار):
– بل سأراه، وبعده سأقول (أستغفر الله).
ركض علي داخل المدرسة، وفتح الفيديو أثناء الركض، ولكنه توقف فجأة، وتجمّد مكانه كأنه أصيب بصدمة كهربائية، تسمر مكانه من هول ما رأى، واحمر وجهه خجلًا، قبل أن يسلم الهاتف ببطء إلى العم أبي حميد.
أبو حميد (بغضب شديد):
– قلت لك، لا يجب أن تراه!!
علي (بصوت متهدج):
– وما أدراني؟؟!! ظننته مثل الأفلام، ما شاهدته لا ينفع معه قول (أستغفر الله)، هل علي كفارة؟!
توقف أبو حميد للحظة مذهولًا من براءة السؤال، ثم ضحك أبو حميد ضحكة خفيفة وهو يهز رأسه.
أبو حميد (ساخرًا):
– عن أي كفارة تتحدث؟ إذا كنت تفكر في كفارة لمجرد أنك شاهدت هذا، فماذا عن صاحب المقطع نفسه؟ الذي يدّعي الشرف بينما أفعاله تقول العكس؟
نظر علي إلى الأستاذ سلطان بنظرات مليئة بالاحتقار، بينما سلطان يركع على ركبتيه ويتوسل برجاء.
الأستاذ سلطان (بصوت خافت ومذعور):
– أرجوك، سامحني، كل ما فعلته كان بسبب كراهيتي الشديدة لأخيك فهد.
علي (مستغربًا):
– وما بينك وبين أخي فهد؟
أبو حميد (وهو يرمي سلطان بنظرات ساخرة):
– أنا سأخبرك يا علي، في أيام مراهقته، كان سليطين يتحرش ببنات جيرانكم، وكان الجميع يتكتمون على الأمر حياءً، إلى أن رآه أخوك فهد ذات يوم، أوسعه ضربًا وفضحه أمام الجميع. ومن يومها وهو يحمل الضغينة لفهد.
الأستاذ سلطان (بصوت مرتعب ومهزوم):
– خلااااااااص كفى، كفى يا أبا حميد، لم يبق في وجهي نقطة ماء، أرجوكم استروا ما رأيتم.
أبو حميد (بنبرة حازمة):
– حسنًا، ولكنك تعرف المطلوب منك غدًا، صحيح؟
سلطان أومأ برأسه بصمت وهو يمسح عرقه. ثم التفت أبو حميد إلى علي قائلًا:
– والآن، عليك الذهاب إلى بيتك يا علي، ودع هذا (السليطين) يتجرع طعم الخزي الذي صنعه بنفسه، سأسير معك قليلًا.
خرج علي مع أبي حميد من المدرسة وهو يشعر ببعض الراحة للمرة الأولى منذ مدة طويلة، بينما الأستاذ سلطان وقف دون حراك، عاجزًا عن استيعاب ما حدث.
وعندما اقتربا من المنزل، التفت أبو حميد إلى علي بابتسامة خفيفة ويمسك بكتفه بحنان:
– اسمع يا علي، أخوك فهد ليس بالسوء الذي يتصوره البعض… بل ربما هو أفضل منا جميعًا بشجاعته ووقوفه في وجه الظلم، مشكلته أنه لا يجيد تلميع صورته أمام الناس، وأنه لا يحل المشاكل بالشكل المثالي، ولكن يا بني لك دور كبير في هذا. لا تُظهر للطلاب أو لأي أحد أنك مستاء من أخيك، لأنهم سيستغلون ذلك ليتنمروا بك، إذا أردت أن يمحى اسم فهد من أحاديثهم السيئة، فعليك أن تبدأ بنفسك، بأن تكون أنت القدوة التي تعكس حقيقة أخيك.
علي:
– ولكن، كيف؟
أبو حميد (بنبرة واثقة):
– بالأفعال يا علي، وليس بالكلام. أثبت لهم أنك لا تهتز لكلمة قيلت عن فهد، وأنك فخور به مهما قالوا. لأنك إن لم تؤمن بأخيك، كيف تريد من الآخرين أن يحترموه؟
أومأ علي برأسه بصمت، لقد شعر أن كلمات أبو حميد قد أثقلت صدره، وأن عليه مسؤولية كان قد تجاهلها طويلًا.
…. يتبع