ليالي بيروت تضيئها نجومٌ أحسائية
رقية السمين – الدمام
استضاءت ليالي بيروت بنخبة من نجوم الشعر الاحسائيين و الوطن العربي، إذ اجتمعت تحت سماءها جغرافيّات متجاورة من العراق وسوريا والإحساء والأردن في أسبوع قدموسي.
و بافتتاحية مهيبة مابين عراقة هجر وأصالة بلاد مابين النهرين تقابلا عملاقي الشعر واللغة، جاسم الصحيح الاحسائي وأجود مجبل العراقي، مشاركاً إياهم المنصة الشاعر ناجي حرابة وعدد من ابرز الأسماء بساحة الشعر، كما حل الشاعر جاسم عساكر ضيف شرف على المهرجان.
ومن الشعر ولأجله اكتظت مطارح ضيافة مهرجان قدموس الشعري الأول في مدن وضيعات (لبنان) بـ حضور من العيار الثقيل ، من الشعراء والإعلاميين ومتذوقي الأدب على مدى أربع ليال ليشهدوا التقاء قامات القصيد.
حيث انطلقت فعاليات المهرجان يوم الأحد الماض من العباسية ممثلة بـ بلديتها لتدشنه بـ حفل الافتتاح في منتداها الثقافي، ورست الأمسية الثانية على منتدى شواطئ الأدب بـ بشامون، وحلت الثالثة على مسرح بلدية سن الفيل.
وحطت رحلة قدموس الفينيقية امسيتها الختامية الدافئة التي حملت معها عباب عذب الكلام وسحر البيان، بـ بيت الشاعر خليل مطران بـ بعلبك يوم الخميس الماضي، حيث ألقت حنان فرفور ،إحدى مؤسسات المهرجان، كلمة الختام وجاء فيها: “كثير من الجهد المضني حد الاستنزاف ترسو سفينتنا هنا وقد حملت معها نجاحا أكثر مما توقعنا وطمحنا والأهم أنها حملت أحبة هبوا لينيروا مسراها ويبللوا مجراها فشكرا لهم ولشريكي في الحلم مردوك الشامي ولكل الذين انضموا وسينضمون إلى رحلتنا التي ابتدأت للتو نحن آفاق نأمل أن تكون كبيرة وخطوات نؤمن أنها ستكون مختلفة وفارقة في خدمة المشهد الشعري والثقافي..حتى ذلك الوقت دمتم ودام قدموس ودام الأمل والحلم ما بقينا”.
وهكذا اختزلت لبنان جغرافيا الدول العربية في أماسي أربع، كانت أعمدة لعرش القصيدة الذي نصبه صفوة الشعراء وكان من بينهم الشاعرة اباء الخطيب من سوريا، ولؤي الأحمد من الأردن، ومن لبنان الشيخ الشاعر ورئيس اتحاد الكتاب اللبانيين فضل مخدر وعصمت حسان، وحنان فرفور، وخليل عاصي ، واسيل سقلاوي، وحسن المقداد، ومحمد الموسى.
من جانب آخر كان لـ مردوك الشامي بعد انقضاء ليالي المهرجان كلمة على صفحته بالفيس بوك قال فيها:”أثق تماماً أن مهرجان قدموس الشعري الأول حفر عميقا ، وسيترك في المشهد الشعري اللبناني والعربي ندوبا من ضوء.”
ليشاركة التعليق القدير أجود مجبل بقوله :”مهرجان قدموس كان ورشة كبيرة لصناعة الحلم الشعري ، ثلة من الشاعرين كانوا وراءه وأمامه وحوله ، حنان فرفور ورفيق حلمها حسين شعلان ومردوك الشامي وعلي دهيني وعصمة حسان ومصطفى الصلح ، وأسيل سقلاوي يا إلهي هؤلاء أصدقاؤك وهم الذين يعرفونك حقا ويحبونك جدا ، فكن صديقا لهم أرجوك أيها الإله الجميل”.
ويأتي الصحيح مقدماً عرفانه وشكره للمؤسسين قائلاً : الشاعر العربي الكبير مردوك الشامي،والشاعرة الجميلة حنان فرفور، بودي أن أكيل لكما كل كلمات الشكر والامتنان من القاموس، ولكنني سأبقى مطففا في المكيال، حقا كانت أيام ذهبية في حضرة الشعر، سعدت شخصيا بكل لحظة فيها وزادني سعادة لقائي بالرائعين الصديق القديم أبي يمام الأستاذ أجود، والصديق الجميل أبي احمد الدكتور لؤي، والصديقة الرائعة الجميلة الأستاذة إباء، والشاعر المبدع الأستاذ علي دهيني.”.
ويتبعه حرابه بقوله :” طوفان شكر وعرفان لسدنة الجمال في مهرجان (قدموس) الرائعين حد الدهشة، والنقيين حد الغيمة،(مردوك وحنان) ولصاحب المهابة عصمت إحسان، ولجميع الأحبة المبدعين الذين داروا معنا في هذا الفلك الشعري: (أجود وفضل وإباء ولؤي وخليل وأسيل وعلي وحسن ومحمد، والجاسمين)، ولكل الجهات والأفراد الذين شاركوا في إذكاء هذه الجذوة الخالدةعدنا ومازال عبق لحظاتكم يفوح، ومازالت أسماؤكم شموع بهجة في القلب(قدموس)”.
وأخيراً وليس بآخرا قدم عساكر الشكر والامتنان في قصيدة له جاء فيها:
(قدموسُ) هبّ فأطلقَ النهرَ الذي قد
سالَ أخيلةً،وفاضَ معاني
وأنا على شطّيهِ رفقَ بلابلٍ
في صوتِهمْ، قد لاحَ لي عنواني
سكبوا اللحونَ، وما ارتويتُ
كأنّني أصبحتُ كلي ساكناً آذاني
وقُتِلتُ من كرمِ الذين تكرّموا
أمشي، ولكن حاملاً، جُثماني
ما كنتُ يوماً، قد عييتُ فصاحةً
لكنّ شكرَ أحبّتي أعياني
ما زالَ يرفعُني الكلامُ جنازةً
خرساءَ، من شُكرٍ ومن عرفانِ
هذا هو النهرُ الذي من مائهِ
بالحُسْنِ، ربُّ الحُسنِ قد روَّاني
(مردوكُ) هبّ نسائماً من لطفهِ
وهُنا، بأرديةِ الشذا غطّاني
وهممتُ أن أشكو، فراقَ أحبّتي
وجعاً، فظلّلني جناحُ (حنانِ) !