الشيخ أبوزيد في ذكر فضائل السيد العلي
الخطيب الحسيني: محمد أبو زيد
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قال الحواريون لعيسى: يا روح الله، من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله».
من بين دلالات هذه الرواية الشريفة؛ أن الله سبحانه وتعالى لا يخلي أرضه من وجود أشخاص يتصفون بهذه الصفات القدسية، وإن قلّ عددهم وضنّ الـزّمانُ بأمثالهم.
لقد كان المقدس الحجة العلامة السيد محمد علي بن الحجة السيد هاشم العلي “رضوان الله عليه” أحد هؤلاء الأفذاذ العظام الذين منّ الله عليهم فوهبهم من النقاء والصفاء وبهاء العبادة وسيماء الوجه وجمال الروح ومقامات القرب واللسان الرطب بذكر الله وذكر أوليائه وحججه ما يذكرك بالله تعالى كلما نظرت أو جلست إليه او استمعت إلى منطقه.
إن فقد أمثال هذا العالم العامل الذي غادرنا الى عالم الخلود والبقاء، خسارة كبيرة لنا جميعاً، خصوصاً أولئك الذين كانوا يستضيئون بأنوار ويغرفون من معين عطائه، ويتلذذون بمجالسته ومصاحبته، حتى سمت أرواحهم بما نثر من علوم ومعارف ورقت قلوبهم بما كانوا يستمعون من مواعظه وحكمه.
التقيته في عزاء أحد طلبة العلوم الدينية في مجلس السيد الكبير بالدمام، وبعد أن انتهيت من القراءة تشرفت بالسلام عليه وتقبيل جبينه؛ همس في أذني قائلاً: لقد خوفتنا بما ذكرت الليله من حالات الموت والاحتضار
قلت له: سيدنا نحن من ينبغي أن نخاف ونتعظ لأننا أهملنا ذكر الموت وغاب عنا، أما أنت فإنك ذاكر له عامل لما بعده زاهد في الدنيا راغب في الآخرة.