أقلام

ريادة الأعمال والتثقيف الذاتي

م. أمير الصالح

يهتم الكثير من الناس باخبار الاقتصاد لعدة أسباب، إلا أن ملخص تلكم الاهتمامات تنصب حول نقطة مهمة وهي محاولة فهم تداخل المؤثرات والعوامل المتعددة والمحيطة بهم لصنع قرارات واتخاذ خطوات فعلية أفضل في إدارة الموارد المحدودة التي يمتلكونها بكل أشكالها (المالية والطبيعية والبشرية والزمنية و … الخ) وخلق عوائد أفضل تضمن لهم النمو أو المحافظة على المكاسب الاقتصادية لأطول مدة ممكنة أو التوسع في النمو والتأثير.

في معظم المدارس الاقتصادية، هناك أربعة فصول تشريحية تغطي كل جنبات الاقتصاد، ونمر عليها هنا على عجالة:

مبادئ الأفكار الاقتصادية وتشمل:

أساسيات الأفكار الاقتصادية كالندرة scarcity والخيارات options/ تكلفة الفرص opportunity cost والتقايض trade-off/ الإنتاجية productivity/ النظام الاقتصادي eco-system/ المحفزات الاقتصادية incentive/ صرف العملة وقبولها وتداخل اعتماديتها. وهناك إجراءات تنطلق من مظلة :

الاقتصاد المجهري microeconomics
ويشمل السوق والأسعار، الطلب والعرض، هيكلة السوق، تأصيل المنافسة الشريفة، طُرق توزيع الدخل، إدارة انهيار الأسواق، تدخلات السلطات الرسمية في بعض الإجراءات الحمائية والضريبية.

الاقتصادي الكبير macro-economic
و يشمل ذاك الإنتاج المحلي وإدارة البطالة، والتضخم السعري، سياسة إدارة التدفق النقدي، سياسة إدارة المال.

الاقتصاد الدولي international economic
ويشمل المقارنات الإيجابية وتذليل عوائق التجارة، وتخفيف تقلب سعر صرف العملات.

ركائز الاقتصاد المتعارف عليه كما يِدرس، تبنى على الأرض Land شامل الموارد والقوى العاملة Labours ورأس المال capital شامل المعدات، وصناع الاقتصاد الجدد وهم رواد الأعمال أو مايسمون ب entrepreneur وباللغة الصينية chang-Shang أو بالروسية biznez-men أو كيفما تُنطق الكلمة للدلالة على المفهوم في بلدان أخرى متعددة.

في أوطاننا الحبيبة، الأرض كانت ومازالت بحمد الله كريمة العطاء مع أبنائها، فالنفط والزراعة والمعادن والمياه والبحار والمضيقات تغدق بمواردها المالية ليعيش الإنسان الذي يمشي عليها بكرامة مالية. مع تغيرات الأسعار والبناء الاقتصادي الحديث وجب على إنسان تلكم المناطق أن يستنطق التجارب البشرية الرائدة في المعمورة لخلق الثروات بناء على إبداعات رواد الأعمال وتمييز أداء القوى البشرية الماهرة vocation. في الاقتصاديات العالمية كأمريكا، ترى بين كل إثنى عشر مواطنا رجلا واحدا من رواد الأعمال (راجع كتاب Economics Principles & Practices- صفحة ٩).

لكي يكون الإنسان مبدعا و جريئا، ويصح أن يطلق عليه لقب ريادي في عمل ما، فلابد له أن يثقف نفسه ويثاقف غيره ويتابع ويتفحص ويشبع جنبات فضوله في هذا أو ذاك العمل أو النشاط المراد اطراقه والوغول فيه. في الأثر من أقوال أمير المؤمنين، علي عليه السلام، (الاهتمام بالأمر يثير لطيف الحيلة): أي الاهتمام بتفاصيل أي أمر يفتح آفاقه ويفك شفرات أسراره ويطلق العنان للإبداع في حقوله وطرق معالجة الصعب منه. والواقع أن الاهتمام في العالم الثالث بثقافة ريادة الأعمال، entrepreneur ship، محطة تستحق أن تثار وتستوقف اهتمام الشباب لاسيما مع وجود انكماشات في أسواق العمل الكلاسيكية ومحدودية أبواب الوظائف العامة. أتطلع متحمسا لانطلاق جمعيات عربية ذات صيت وسمعة عالميتان قوية تبث ثقافة نوعية وتأصل لمنهجية وتكرس واقعا جديدا في مضمار ريادة الأعمال للشباب العربي، وتطرح حزم تشجيعية تعضد لرواد الأعمال و تساندهم على مستوى المنافسة العالمية والتسهيلات البنكية والجمركية واللوجستية والمعرفة الواسعة بأنظمة الضرائب وفرص الاستثمار عابرة القارات.

ادعو الشباب لحضور دورات تزيد من سعة المعرفة والاطلاع لديهم وتحفزهم لولوج الأعمال الحرة، وقد يبنى عليها أو يعاد صياغتها من قبل الشباب بما يضمن النجاح في زراعة الاقتصاديات المتنوعة وتعدد مصادر الدخل القومي GDP من جهة واستيعاب تدفق القوى العاملة حديثة التخرج من جهة أخرى. أقترح على الشباب المتوقد حيوية الحرص على حضور:

– برامج ودورات نوعية وأوراش عمل في مجال التصنيع والاستثمار؛ وتكوين الشركات الصغيرة بالتعاون بين الشباب من جهة ومن هم متقاعدين.

– استقطاب أموال المتقاعدين في محافظ استثمارية و قنوات مالية مضمونة رأس المال، وإن كانت منخفضة العائد، لنضمن تقليل تسرب العملات الصعبة وخلق فرص أعمال للأيدي المحلية الوطنية.

– حضور برامج تأهيلية تشمل coaching ،mentoring ،training، و career counseling لتوطيد الثقافات الاقتصادية والموائمة مع الرؤية الوطنية.

– التسجيل في ورش عمل موجهة في زيادة الوعي بمجال تشخيص الندرة في المواد والخدمات المحلية وأوراش عمل في مجال صناعة العقار بمشتقاته الخلاقة والاستفادة من التشريعات والمسرعات الاقتصادية المحلية.

– القراءة والاطلاع على مواقع الوزارات المعنية وتجديد العهد بتصفح الكتيبات الإرشادية التشغيلية المتكاملة التي تعالج start ups. لاسيما التي تتضمن قوانين الحماية الاستثمارية والتدريب التجاري ونطاقات سوق العمل والمصطلحات ذات العلاقة والتوطين الوظيفي والرسوم والتعريفات والإعفاءات.

– حضور حملات التثقيف في مجال الضرائب والقانون ولوائح أنظمة العمل لاستيعاب كامل الأبعاد على النشاط المخطط العمل فيه.

بحمد الله في وقتنا المعاصر هناك برامج وفعاليات عديدة تُعقد في غرفة التجارة وكذلك برامج منشآت كفعاليات بيبان. أنصح الشباب وحديثي التخرج الحضور وتكوين أفكار عملية وترجمتها لأرض الواقع لجعلها مصدر رزق لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى