الشيخان الأحمدان: الأول يحذر من الوسوسة الفكرية والآخر يستعرض صفات من يحبه الله
مالك هادي – الأحساء
“لكل إنسان شيطان يناسب حاله، ووسائل غواية وإضلال تناسب قوة إيمانه، فعامة الناس يكفي لإضلالهم شيطان عادي وبأسهل الطرق، والعلماء شياطينهم أساتذة الشياطين” بهذا استهل سماحة الشيخ عبدالله الأحمد إمام مسجد الإمام الحسن المجتبى ببلدة الرميلة في الأحساء خطبته.
تناول الشيخ الأحمد أحد أنواع الوسوسة وهي الوسوسة الفكرية، وعرفها بأنها التي ترتبط بخطرات القلب، وقال: “هذا النوع موجود بكثرة بين الناس وينشأ من ضعف الإرادة. وهي على مراتب فتارة على مستوى الشك والشبهة، وقد تشتد وتقوى فتصل إلى إساءة القول والاعتقاد بالله تعالى، كالشك في عدله، أو الشك في آيات القرآن الكريم، كتلك التي تتحدث عن العدل والظلم”.
ومن جانب آخر تحدث الأحمد عن الآثار السلبية للوسوسة الفكرية على الشخص فقال: “يكون لها انعكاس على عافيته الجسدية لكثرة التفكير، وتؤدي إلى فساد علاقته مع الغير، فيشك فيهم، ويتهم الناس بأنهم لا يملكون الغيرة، وقد يشك في زوجته ومحارمه.
وحول علاج هذه الوسوسة استعرض سماحته عددا من الحلول، أبرزها: أن يصرف الإنسان نفسه عن الشك كلما جاءه، ولاسيما إذا كانت الوسوسة في بدايتها، وقبل أن تتمكن من الإنسان، وأكد أن العلاج يحتاج إلى الصبر والتحمل، فقد يستغرق أشهرا أو سنوات.
ثم استعرض الشيخ الأحمد نوعا آخر من العلاج، وقال: على المصاب أن يبادر بالعلاج بالوسائل التي دعت الآيات والروايات إليها وهي:
– يقوي ارتباطه بالله.
– يقيم الصلاة في وقتها، ويؤدي الواجبات، ويترك المحرمات.
– الانشغال بالعمل الاجتماعي.
– الانشغال بالأعمال الأسرية، بمساعدة الزوجين كل منهما للآخر.
– الإكثار من قول (لا إله الا الله) بصدق واعتقاد.
– الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد باعتقاد وصدق.
– الإكثار من قراءة القرآن الكريم.
– الإكثار من قراءة هذا الدعاء المروي عن رسول الله: “توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرا”، فإنه يذهب وسوسة الصدر، ويقضي الدين، ويوسع الرزق.
– الصوم ثلاثة أيام من كل شهر (أربعاء بين خميسين)، وصوم شهر شعبان، وصيام شهر رمضان، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
وفي المسجد الجنوبي ببلدة أبو الحصى في الأحساء طرح سماحة الشيخ أمجد الأحمد تساؤلا فقال: “نحن نحب الله، لكن هل الله يحبنا، هل أنا ممن يحبهم الله عز وجل؟
وفي إجابته على هذا التساؤل ذكر الشيخ الأحمد أبرز معالم الشخصية التي يحبها الله، من المنظور القرآني وكان من أبرزها:
1. الإحسان: بمعنى إتقان العمل وإتمامه، أو إسداء الخير للآخرين، فيكون محسنا بوظيفته وعمله مثلا، فالذي يبذل مالاً ليساعد الآخرين، والذي يبذل علمه لتعليم الناس وهدايتهم، وصاحب الأخلاق الرفيعة، كل هذه من صور الإحسان.
2. التقوى.
3. القسط: بمعنى العدل، فالله يحب المقسطين أي العادلين، ولا ينحصر العدل في القضاة، وإنما كل الناس مخاطبين بهذا ، قال الشيخ الأحمد: “فينبغي أن تكون عادلا في علاقتك مع زوجتك، بتأدية حقوقها، وفي علاقتك مع أبنائك، فتعطيهم الحب بالتساوي، ومن يكون له أكثر من زوجة كذلك في العدل بينهن، وفي علاقة الإنسان مع الغير، حتى مع الخصوم فلا تتهمهم، ولا توسع دائرة الخلاف معهم.
وانتقد سماحته من ينقل الخلاف بين اثنين إلى أفراد أسرته، وإلى أقربائه، فيتحول الخلاف إلى خصام جماعي، مما يولد الضغينة. وحذر من الحكم في قضايا الناس بلا بينة، فلا نصدر حكما من دون الإحاطة بتفاصيل القضية.