ابن المقرب يتغنى حباً باللغة العربية في يومها العالمي
رقية السمين – الدمام
استضاف ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام مساء الجمعة الماضي، الأستاذ الدكتور معجب بن سعيد العدواني في جلسة حوارية خاصة لأعضاء الملتقى، وذلك على هامش احتفائيته باليوم العالمي للغة العربية.
وأدار دفة الحوار الأستاذ أحمد اللويم نائب رئيس الملتقى، حول المسيرة العلمية والعملية للدكتور العدواني، وتجاربه في مسيرته الصحفية والنقدية والأكاديمية، متخللاً ذلك عدة مداخلات من الحضور الذي كان من بينهم نخب الساحة الأدبية والثقافية، وأبرزهم الشاعر فريد النمر رئيس منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف، والمهندس جعفر الشايب رئيس منتدى الثلاثاء الثقافي.
وفي اقتناصة لوجود قامة كالدكتور العدواني ناقش الحضور مختلف قضايا نقد النقد، والأدب الروائي، والشعر الشعبي والفصيح، واختتمت الجلسة بإهداء إصدارات للملتقى وللضيف، والتقاط الصور التذكارية.
هذا ويعد الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية ضمن أهم الأنشطة الموسمية التي يعقدها أدبي ابن المقرب، حيث أقامها في موسمها الثالث هذا العام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وذلك مساء يوم الخميس الماضي على مسرح الجمعية.
واستهلت الأمسية بكلمة مميزة، لرئيس الملتقى الأستاذ علي طاهر البحراني، افتتح بها الفعالية متناولاً مكانة اللغة العربية، ومغدقا بتغزله بجمالها وسحرها، جاء فيها: “اللغة العربية لغة قرآننا وثقافتنا وتفكيرنا وتواصلنا وإبداعنا، لغة ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، لغة تراثنا وحديثنا، لغة علومنا وأدبنا، لغةٌ يتغنى بجمالها وسحرها وثرائها وحيويتها ومرونتها القريب والبعيد، من العارفين والعاشقين”.
كما تطرق في كلمته لأهمية حوسبة اللغة العربية ومعوقاتها، وما يجب القيام به لتدخل اللغة العربية مجال الذكاء الاصطناعي بقوة وفاعلية، وقال: “إن من أخطر الأمور على اللغة ضعف التفاعل معها من أهلها، فيبهت وهجُها، ويخبو نجمُها. ولأن لغتنا خالدة بخلود القرآن فإننا لا نخشى موتها، وإنما نخشى هوانها عند أهلها، وانحسار انتشارها بين قرائها، فكان لزاماً علينا العمل على بقائها عزيزة عندنا، شامخة عند غيرنا، فلغتنا تمتلك كل مقومات البقاء الحيوي الجميل”.
وأضاف: “طبيعة اللغة العربية، وخصائصها الأسلوبية، وخواصها الصرفية، والنحوية والدلالية والمجازية، يجعل من إدخال بياناتها ونمذجتها ورقمنتها ومعالجتها حاسوبياً أمراً صعباً وشاقاً. والخشية من التأخر في حوسبة اللغة العربية يكمن في اللجوء إلى لغات أخرى تلبي حاجة المتفاعلين مع أجهزة الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى البعد عن لغتنا، وضعف الإيمان بها لغة للعلم والمعرفة”.
واختتم البحراني كلمته شاكراً القائمين والفاعلين، والحضور على استجابتهم وتفاعلهم وتشجيعهم.
لتبدأ الاحتفائية شقها الأول بمحاضرة لغوية معنونة بـ (اللغة العربية: مدخل إلى صناعة الذكاء) التي قدمها الأستاذ الدكتور معجب بن سعيد العدواني، متناولاً فيها ثلاثة محاور رئيسية:
المحور الأول: موقفنا نحن العرب من اللغات العالمية الأخرى، وتداخلها وتأثر بعضها ببعض.
المحور الثاني: اللهجات الشعبية باعتبارها روافد غنية تصب في نهر اللغة.
المحور الثالث: استثمار اللغة العربية كصناعة ذكية تدخل في مجال العلم والتكنولوجيا.
واختتمت المحاضرة بعدة مداخلات واستفسارات من الحضور، التي أجاب عنها الدكتور العدواني إجابات تفصيلية ودقيقة.
وأسدل ستار الختام للاحتفائية التي أدارها الأديب عبدالله المعيبد، بعد جولات شعرية خاضها الشاعران الرائعان علي النمر وزاهد القرشي، الذي حل ضيفا أخاذا بابياته وقصائده، كما أعرب جمهور الحدث عن استحسانهم، حيث أمطروا الشاعرين بوابل من التصفيق في ختام الحفل.