يرحلون ولا يرحلون

رباب حسين النمر
ترك الفانية للباقية، وملأ الدنيا بعبقه ثم رحل!
إلى جدي حسن محمد الحسين النمر رحمه الله…
أبا الدمام أيتمنا الغيابُ
وضجّت في مآقينا السحابُ
ولوّننا السوادُ فضاءَ حزنٍ
وأوجعَنا على الفقدِ المصابُ
نلوذُ به مسجى فوقَ نعشٍ
فيسخرُ من فجيعتِنا الترابُ
ويخطفُ من سماءُ الروحِ بدرًا
له في الخافقينِ صدًى يُجابُ
زرعتَ الخيرَ سنبلةً تنامت
وبين يديك ينهمرُ الثوابُ
تجودُ بما لديك كضوءِ شمسٍ
له في كلِّ ناحيةٍ إيابُ
وينمو في اجتهادِك أيُّ صفرٍ
ويكبرُ بين كفيك الرحابُ
وفي يمناكَ تنبتُ بالمعالي
حقولُ البرِّ، يؤنسُها انسكابُ
إذا مست يداكَ يباسَ قومِ
تبدل يانعًا وأتى الصوابُ
سللت الحقَّ سيفًا في خطابٍ
فكان الفصلُ، واتضحّ الجوابُ
تفيضُ نصيحةً وصلاحَ أمرِ
حكيمٌ حازمٌ حرٌّ مُهابُ
وعمّرْت القلوبَ بطيبِ ذكرٍ
وحمدٍ، تشرئب له الرقابُ
سقاك الله كأسًا من دهاقٍ
وكنت مع الذين زكوا وطابوا
وأسكن روحَك الفردوسَ، رَوحًا
وريحانًا، فيا نعمَ الأيابُ