الكلمة الطيبة
جواد المعراج
إن الكلمة لها أثر كبير في نفوس الأشخاص المحيطين بنا، كما أن لها قدرة على تحفيز المعنويات أو قتلها، وفي حياتنا اليومية نطلق كثيرا من الكلمات، ومنها ما يكون أثرها طيبا على النفس، ومنها ما يكون أثرها سلبي، فرب كلمة غيرت مسيرة إنسان فاحرص على تشجيع وتحفيز الآخرين وإعطائهم ثقة بأنفسهم بالكلمة الطيبة، وتجنب إطلاق الكلمات التي لها دور في تثبيط وتحبيط وتقليل الثقة بذوات الآخرين. فالبشر بطبيعتهم تواجههم أحيانا ظروفٱ صعبة ويحاولون دائما أن يتخطوها حتى يبنوا أنفسهم بما يتلاءم مع حياتهم، فاختر لهم من العبارات ما يحفزهم ويشجعهم معنويا ونفسيا ويكون سببا في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم المعينة.
وطبعا يجب أن تكون الكلمة الطيبة نابعة من قلب وعن حسن نية وليست مجاملة أو الكلمات الجوفاء الخالية من أي معنى سوى المجاملة.
هناك من الناس من يجهل حصائل الكلمات المحبطة والجارحة، فيتفوه بها دون أن يتحمل مسؤوليتها بل لا يبالي لمشاعر من حوله ولا يكترث لقلوبهم، من هنا لا بد للمرء أن يحدث نفسه إيجابيا ولا يستعجل في اسداء الكلام قبل التامل في أثر هذا الكلام وذلك حتى يدفع عنه الأضرار الوخيمة، فعندما الإنسان يتعود على القول السيء وفعل الأعمال السيئة فإن هذا الأمر يؤثر على شخصيته وعلى الآخر سلبا، وأيضا يؤدي إلى غضب الله عز وجل، فما نتعلمه من هذا الجزء النصي هو أن صاحب الألفاظ الفجة يضر نفسه والمتلقي، وحديثه لا خير ولا منفعة فيه.
ونختمها بما ورد عن سيد الموحدين الإمام علي (عليه السلام) :” الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً “.