ابن المقرب الأدبي يحتفي بيوم اللغة بمفاهيم ملتبسة
اللجنة الإعلامية: ملتقى ابن المقرب الأدبي
على عادته السنوية أقام ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام يوم الخميس الماضي على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام احتفاله السنوي احتفاء بيوم اللغة العربية العالمي ، حيث افتتح الحفل الذي أداره الشاعر علي النمر بكلمة الملتقى ألقاها رئيس الملتقى الشاعر علي طاهر تحدث فيها عن مقومات لغتنا الفريدة قائلًا : ( كما للغتنا العربية العميقة والعريقة عوامل خلود وبقاء ، فإن لها مقومات انتشار وعطاء ).
وقال : ( علينا أن ندعم كل مقوماتها المذهلة بممارستها الفعالة بما يحقق لها الأمن اللغوي ، وبالنشاط المؤثر كالترجمة البينية ، والإعلام ، والطباعة والنشر ، والتبادل والتداول ، والتعليم والتقويم ) ، ثم قدم الأستاذ الدكتور محمد ربيع الغامدي الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة محاضرة بعنوان اللغة والتواصل الحضاري مفاهيم ملتبسة ؛ ركز فيها على تجلية معنى التواصل الحضاري، وعلى المعتقدات الشائعة في أوساط المشتغلين باللغة العربية والقائمين عليها مؤسسات وأفرادًا، وبيان أن كثيرًا مما اعتاد الناس القيام به خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية طوال السنوات الماضية مما يُعتقَد أنه يخدم اللغة العربية، وخصوصا خطاب الخوف عليها من العاميات أو من مزاحمة اللغات الأخرى لها أو من الوسائط الحديثة، لا أساس له وأنه مبني على التباس في الفهم.
وبينت المحاضرة أن ما يؤدي إلى تمكين العربية من أن تؤدي دورها الحضاري وتصير جسرًا للتواصل الحضاري هو القيام بمبادرات فعلية ومشاريع عملية تصل إلى الهدف المنشود.
ورأى المحاضر أن المشاريع اللغوية الحضارية في هذا العصر الذي نعيشه يجب أن تسعى إلى مد الجسور مع العالم الآخر عبر الترجمة من العربية وإليها وأن تكون باستخدام سلاح العصر وهو التقنية.
ونوهت المحاضرة ببعض المشاريع اللغوية التقنية المنجزة، وبأهميتها في خدمة اللغة العربية خدمة حقيقية وفي كونها الطريق الصحيح نحو تحقيق الغاية من شعار العام (اللغة والتواصل الحضاري)، وكون كل مشروع منها صالحا لأن يكون نواة لمشاريع لغوية كبرى تنهض باللغة العربية وتصل بها إلى دورها الحضاري المنشود .
بعدها عُقدت أمسية شعرية للشاعرين المبدعين محمد صرخوه من الكويت ، و طارق الصميلي من المملكة ، حيث ألقيا في جولتين لكل منهما مجموعة من النصوص المحلقة بلغتها ومجازها وصورها المدهشة والمثيرة ، ليتفاعل معها الجمهور الكبير والنخبوي تفاعلًا
جميلًا ، حيث قدّم الشاعر محمد صرخوه أربعة نصوص : قالت الأشياء في غرفتي ، وأنا من ملّ دوائره ، رمح مركوز في ظهر رجل لا يموت ، رباع بجسم من ورق الذي جاء فيه :
أنا هوّية الما بين ،
خطٌ فاصلٌ متذبذبٌ بين الحقيقة و الخيال ،
فان أردتك وجهة غزليةً ،
عانقت قدَّ حبيبتي ، و مسحت كفّي تائباً بندى الرمال ،
و إن أردتك نكهة يوميةً ،
حسبي بهمسة اسمك الحاني لكأس البرتقال ،
و إن أردتك ضرب اغرائيةٍ ،
ألغيت خبزي و اكتفيت بتمرتي ، كيما تصدّ رشيق قدّي للعناق .. بأي حال ..
أنا و كل عناصر الدنيا ، دُمىً .. بيد الخيال ..
كما ألقى الشاعر طارق الصميلي خمسة نصوص : جائحة ، بعيدًا عن القلق الموسمي ، مهزلة الوقت ، غريق النار ، متعب لوصول الوقت الذي جاء فيه :
قلبي تقاسمه الرفاق و غادروا
فأنا هنا جسد بلا أصحابِ
روحي تشظّت في المحطات التي
مرّ القطار بها بغير إيابِ
وعلى نوافذه نسيت ملامحي
وعلى مقاعده نسيت شبابي
وحملت أوجاع الوداع
ولم أضف للراحلين ضريبة الأتعابِ
وصل القطار إلى المحطة متعبا
أمّا وصولي كان محض سرابِ
و في الختام شكر مدير الحفل الحضور ، وكرم رئيس الملتقى المشاركين لجليل عطائهم وجميل إبداعهم ، هذا وقد استضاف الملتقى سعادة الأستاذ الدكتور محمد ربيع الغامدي في جلسة أدبية خاصة حضرها أعضاء الملتقى وبعض الأدباء من خارجه ، تعرف من خلالها على الملتقى وأنشطته ، وأجاب على أسئلة الحضور اللغوية والأدبية .