البقشي يحذر من الاحتيال الإلكتروني من خلال الثورة المعلوماتية
رباب حسين النمر: الأحساء
استضاف مسجد الإمام الحسن عليه السلام في حي الأندلس بالهفوف المستشار القانوني حسين علي البقشي،ضمن أنشطته المنبرية، فيمحاضرة عنّونها بـ( الاحتيال الإلكتروني بين الأوهام والنظام).
وبدأ البقشي حديثه ببيان سبب اختياره للموضوع، وهو ما يعانيه معظم أبناء المجتمع في جميع فئاته وطبقاته، من مثقفيه، ومن رجالالأعمال، رجالاً ونساءً، كهولاً وشباباً بسبب الاحتيال الإلكتروني،
ولأهمية هذا الموضوع الكبيرة.
وبين البقشي أن صور الاحتيال الإلكتروني تطورت مع ثورة المعلومات والاتصالات المتطورة والمرعبة التي أدت إلى ظهور جرائم الاحتيالالإلكتروني.
وأضاف: “كان من المتعارف سابقاً أن الاحتيال ممارسات شخصية وذاتية تحدث بطريقة مباشرة.
وقد أحدثت الثورة الإلكترونية التقنية المعلوماتية والمتعلقة بالاتصالات، أحدثت تغييرات جذرية ونوعية في مختلف نواحي الحياة الاقتصاديةوالسياسية والقانونية.
وقد أدت الثورة المعلوماتية إلى ظهور من أساء إلى استخدام التقنية والأنظمة المعلوماتية بشكل غير مشروع، مما أدى إلى ظهور هذه الحالةالتي صُنِّفت وعُنونت بعدة عناوين يُطلق عليها (جرائم الإنترنت) و(جرائم التقنية العالية) و(الجريمة السيبرانية). “
وتناول البقشي تعريف الجريمة الإلكترونية، حيث قال: ” هي التلاعب المُتعمَّد بمعلومات وببانات تُمثِّل قيماً ماديَّة ومعنوية يختزنها نظامالحاسب الآلي أو الإدخال غير المُصرَّح به لمعلومات وبيانات صحيحة، أو التلاعب في الأوامر والتعليمات خلال عملية البرمجة أو أية وسيلةأخرى من شأنها التأثير على الحاسب الآلي حتى يقوم بعملياته بناءً على هذه الأوامر أو البيانات أو التعليمات من أجل الحصول على ربحغير مشروع، وإلحاق ضرر بالغير سواء كان مادياً، أو معنوياً”
وبين سمات جريمة الاحتيال الإلكتروني بقوله: “تتصف جريمة الاحتيال الإلكتروني بعدة سمات“
آلة الأداء هي الحاسب الآلي، وكل أداة مرتبطة بوسائل الاتصالات.” وتُرتكب جريمة الاحتيال المالي من خلال شبكة الإنترنت.
وتُعد من الجرائم صعبة الاكتشاف، وتعد من الطرق المغرية للمجرمين المتمكنين من هذه التقنية، ويغريهم سهولة إتلاف الأدلة الجنائية التيتوُصِل إليهم في التحقيقات.
ومن يرتكب جريمة الاحتيال المالي يتسم بخبرة فائقة بالتقنية الإلكترونية.
ثم حدد معايير عديدة تحدد وسائل النصب والاحتيال وهي:
١–يُعرض على المُستهدَف الوعد السريع لتحقيق أرباح أو ثراء أو نتائج مُبهِرة وسريعة.
٢–محاولة استغلال الظروف الصعبة للأفراد سواء كانوا موظفين أو أصحاب رؤوس الاكواب ممن يمر ببعض العقبات أو الظروف يُستغلوتُدغدغ مشاعره ببعض العروض.
٣– ٩٩.٩٩% من الوعود التي يوعد بها المُستهدف تُعد وعود وهمية.
٤– يحدث التواصل من خلال مواقع مجهولة، ومن خارج الحدود.
ثم استعرض البقشي بعض أنواع الاحتيال الإلكتروني التي تُصنف بالنصب والاحتيال مبيناً اختلاف الأنواع، بقوله:“ولن أبالغ إذا ذكرت أنهتردني بشكل شبه يومي استشارات وقضايا مرتبطة تماما بموضوع النصب والاحتيال الإلكتروني. بحسب الزمن والطريقة والنوعية بذكربعض الأشكال:
الاحتيال الإلكتروني قد يكون من مواقع وهمية للبيع والشراء، أو رسائل نصية، أو عبر رسائل إلكترونية بالإيميل، وغرضها سرقة هويةالمستخدم أو معلوماته الشخصية أو المالية، مثل اسم المستخدم وكلمات السر، وأرقام البطاقات الائتمانية، وكذلك معلومات الفواتير المتعلقةبالمُستهدَف وذلك بالخدع التسويقية عن طريق الرسائل المضللة والمزيفة التي تقوم بتقليد العلامات التجارية لما لها من تأثير في إقناع الطرفالمًستهدَف، إن كانت علامات تجارية أو جهات رسمية، أو جهات حكومية وخاصة.
توظيف الأموال: وهي عملية استثمار أموال أو توظيفها بواسطة فرد أو مجموعة من الأفراد يقومون بالترويج لفكرتهم وإغراء العميلوالمُستهدَف بعوائد مادية عالية، وكسب سهل وسريع وذلك بغرض جمع أكبر قدر ممكن من المال(لسيئي النية).
إن توظيف الأموال دون الحصول علة مظلة رسمية ودون الحصول علة ترخيص مخالف للنظام، وهو.يغري طرف واحد ويحقق له نتيجة سريعةليؤثر على الآخرين والمرتبطين به، ثم يستولي بعد ذلك على ما دفعه للمُستهدَف وما ورّده من مستهدفين آخرين.
الوعد بالربح السريع عن طريق بيع أو شراء أوراق مالية وهمية–وهذا هو الأنموذج الذي سنستند عليه– أوراق الفوركس وهي التجارة بالأوراقالمالية في الأسواق العالمية، أو يغريه بأصول ثابتة، كما حدث قبل عدة سنوات في المملكة من خلال عرض مغريات من قبل بعض الأفراد أوالشركات حيث عرضت فرصاً مريعة وذهبية لو كانت حقيقية، وهي تتعارض مع الموضوعية والمنطق وهو (التديرات) صناديق الشاحنات حيثعُرضت من بعض المجموعات أو الأفراد حيث يباع الصندوق بـ ٧٥ ألف وأبقيه عندي وأحقف لك عائداً شهرياً بمبلغ أربعة آلاف ريال، ومنخلال هذا العرض المغري يمكن جمع مئات الملايين.
العروض والجوائز الوهمية من خلال قيام منظمات محددة ومختصة أو أفراد عن طريق الإعلان عن جوائز وهمية، وكل من يملك إيميلاً وردت لهرسائل من هذا القبيل.( أنت حققت مكسباً وربحت تذكرةً…. ومن هذا القبيل) أو من خلال الاتصال المباشر حيث يتكلم المتصل بلكنة عربيةهندية ويعرّف نفسه بأنه من جهة معلومة، إما من شركة أو مجمع أو مركز. “
ثم تناول بالتحديد جريمة النصب والاحتيال المالي:
فقال: “عندما يعرض المحتال الإلكتروني أسماء رنانة مثل اتحاد المستثمرين الخليجيين، استثمار الأسهم العالمي، هذه الأسماء الرنّانة تعدبفرص وتقدم عروضاً ومن هذا القبيل ويستخدمون شعارات لها قيمتها ووزنها في السوق المالي، وتصدر أحياناً بعض الإعلانات المضللة فيمواقع إخبارية معتمدة.
والكثير يوجهون هذا السؤال:
أنا أقرأ في صحيفة رسمية مُعتمدة ومُرخصة، ويظهر خلالها فلاشات تداول يحقق ربح يومي بمبلغ معين، هذه العروض المغرية في مواقعرسمية ومعتمدة توحي للمتلقي بأنها واقعية، لأنها رسمية بينما هي وسائل معتمدة لجهات الاحتيال الإلكتروني، فهم يستخدمون الإعلاناتالمُضللة في العديد من المواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسات تجارية وإخبارية، وهي كإعلانات مخالفة لا تخضع لأية رقابة باتفاقية بين المنشأةوبين إعلانات قوقل”
وأضاف:
“إن إعلانات قوقل تقدم هذه الخدمة بأنه من يملك موقع تقدم له من خلال اشتراكه بأنه يستطيع أن ينشر للغير، وهذه الثغرة تُعد ثغرة تقنيةتحتاج إلى معالجة من قبل المختصين.
يُطرح الإعلان إما من خلال العروض لتحقيق أرباح أو جوائز ثمينة، أو مجوهرات أو سيارات أو فلل، ويضعون صورة شخصية رسميةمشهورة، ويذكر في التقرير ( من الفقر إلى الثراء).
إن هذه الإيحاءات للمتلقي الذي لم ينلذع فيبادر ويشترك”
وبين البقشي أن المحتالين يتعاملون بطرق احترافية ذكية، ويستخدمون تقنيات حديثة، ومن أكثر القصص المدمية هي إرسال الروابطللمُستهدفين الذين يدخلون إلى بوتقتهم التي لا يستطيع الخروج منها إلا بلطف الله.
واستعرض البقشي علامات واضحة للتعرف على الشركات الوهمية التي تمارس الاحتيال الإلكتروني:
فبين أنهم دائماً يستخدمون وعوداً للمستهدف في تحقيق الأرباح، ويوهمون أنه يتحقق في الشهر الأول مكسباً، أو أن أمواله ستتضاعفخلال عام واحد أضعافاً مضاعفة، ولو أودعها في البنك لن يحصل إلا على النزر اليسير.
وتحاول الشركة المستهدِفة طوال الوقت الحصول على أموال من المُستهدَف ولا سيما العملاء المبتدئين، ويمارسون ممارسات فيها من الحذروإظهار أنفسهم على أنهم غير طامعين بأمواله، وبأنهم ناصحين من خلال أنهم يحاولون إقناع المستهدَف بالانزلاق
إلى عالمهم بعدم تحويل مبلغ كبير بل مبلغ صغير مع التجربة.
ويثيرون للمستهدَف بأنه انضمامك إلى هذا المجال لن تترتب عليه أية خسارة، ولو تعرضت لخسارة فلن تكون كبيرة.
وإذا أثار المستهدَف بعض التساؤلات تكون إجاباتهم عادة سطحية وغير محترفة، ويؤكد على أن الربح سيكون مضموناً ١٠٠%.
واتصال الفرد أو المركز أو الشركة للمستهدَف دائماً يكرر عليه بنبرات وبصيغ مختلفة إن أظهر لهم بعض الحذر يرسلون إليه شخصاً آخريكون أكثر إقناعاً له بأن الهدف هو تحقيق مكاسب، وأنهم ناصحون وسيساعدونه، وهذه المراكز غير مرخصة.
ويوضح البقشي أن
بعض المتحذلقين ممن أراد أن يماحكهم في مسألة إثبات رسميتهم طالبهم بتزويده ببعض الرخص فأرسلوا له موقع إلكتروني للشركة، وصوراًللتراخيص الرسمية الصادرة من دول خارجية، وأدخل إلى موقع وزارة التجارة في الدولة، وهناك أيقونةمن ضمن الشركات المعتبرة.
هذا توثيق كامل وأكثر من ذلك.
وفي أثناء عرضهم يدغدغون المشاعر لأنهم سيحققون الهدف من عرض الموضوع بأن هناك أرباح خيالية ستنجزها في فترة قصيرة جداً.
وقال:
“الفوركس هي مأساة ، وهو التداول في أسواق المال العالمية، ويرسمون للمستهدَف أرباح خيالية وأحلام وردية وثراء سريع وتصدر هذهالدعوات من خارج البلاد، لأن الأمور مقننة داخل البلاد وتعد مُجرَّمة حسب قانون سوق الأوراق المالية.
شركات الفوركس تستعين ببعض صور الشخصيات لإظهارها للمستهدَف وإيهامه بأن هناك من حقق كسباً وتجاوزت ثروته مئات الملايين منخلال مبالغ يسيرة.
خلال هذه الفترة تم تشكيل لجنة للتوعية في هذا المجال من قبل الجهات الرسمية، وحذرت المواطنين والمقيمين من المتاجرة بأوراق الفوركسالمالية وحذرتهم من التداول في العملات الرقمية من خارج الحدود ولا سيما البتكوين وما شابه لأن البنك المركزي السعودي لم يقرها”
وختم البقشي حديثه ببيان
*بعض النقاط والممارسات التي يتعرض لها البعض من المحتال إلكترونياً* حيث يصدر من بعض الجهات المحتالة استهداف شخص عاديقد يكون طالب ثانوي أو جامعي أو قد يكون موظفاً أو ذا مكانة اجتماعية مرموقة وعلى الغالب يستهدفون من يستطيعون التأثير عليهويوهمونه بأنهم سيقدمون إليه عرضاً أن يكون مندوباً للشركة في بلاده ولذلك ينبغي أن يزودهم بجميع أرقامه السرية لحساباته البنكيةلإيداع الأرباح التي سيحققها من خلال العمولة لعمله.
ويريدون منه أن يستقبل الأموال ويخصم له منها نسبة 2% سوى الراتب الرئيس، فيتخاطبون بالمعقول في هذه المرحلة.
وكثير منهم وقع ضحية لمثل هذه العروض.
وهناك ثغرات واضحة في عقودهم التي تُشعر بأن الأمر واقعي وحقيقي.
في أحد البنوك لما يتعاقد معهم يكون نصه، وكلنا نعلم أن البنوك المركزية في جميع دول العالم يطلق عليها البنك المركزي باستثناء السعوديةالتي يطلق عليها مؤسسة النقد السعودي، وغير مؤخراً إلى البنك المركزي السعودي.
في أحد البنود مذكور ( حسب شروط الاتفاقية مع مؤسسة النقد المالي في مجلس التعاون الخليجي) أين هو هذا المسمى؟
غير موجود.
المحتال يتعامل بطريقة سطحية ولكن يمتلك عقلية احترافية.
إحدى الحالات التي اتصلوا عليها سيدة عرضوا عليها الأرباح والمغريات، وعرضوا عليها تحويل مبلغ بسيط في البداية ثم تقرر واقتنعتوحولت إلى الحساب ألفي ريال، والطامة الكبرى أنها لما تتعامل مع بنك الرياض مثلا هل يقبل أن أودع في حساب مدير البنك؟
هذا غير مقبول. الجميع لا يلتفت لهذا الجزء.
أودعت المبلغ وحول لها 300ريال في اليوم نفسه أرباحاً، فبادرت بتحويل تسعة آلاف ريال، وبعد أسبوع أرسلوا لها كشف حساب يتضمنعمليات مضاربة في سوق المال بأنها حققت مبلغاً غير معقول 198ألف و375 ريال، فانبهرت.
ونحتاج إلى حساب ذهبي لتتمكني من سحب المبلغ في أحد البنوك المحلية، وأخبرت بالموضوع أحد أقاربها وأطلعته على الكشف وهو تجاوبمعها ومكنها من حسابه، فطلبوا منه كلمة السر للحساب فتم إرسالها وخلال ثوانٍ سُحبت أرصدة الحساب الذهبي بمئات الألوف،
ولم يكتفوا بل أخبروها بحدوث خلل فني وأنهم يحتاجون لإرجاع المبالغ إلى حساب بلاتيني وكانوا مصرين لأنهم وجدوا فريسة جاهزة.
وفي سعي الأخوات الكريمات للحصول على رخصة قيادة تصلهم عروض بتصدير الرخصة وتصلك المدربة إلى ببتك ولكن نحتاج إلىمعلوماتك الخاصة، مثل معلومات أبشر، وبطاقة الفيزا مع أن البنك يحذر من إظهار الرقم الخلفي لأياً كان، حتى الرقم الأمامي.
أرسلت لهم بكل حسن نية صورة البطاقة من الجهتين وحسابات أبشر ورقم حسابها البنكي في البنك الفلاني، وكان فيه مبلغ سُحِبمباشرة..وقد وصلتها رسالة بذلك فتواصلت معهم فبلغوها بخلل فني وأنهم يحتاجون إلى حساب آخر لإعادة المبلغ.
إن الأشكال الأكبر أنه لما تتعرض لاحتيال إلكتروني من شركة وهمية يصلك إيميل مباشرة أو رسالة أن مكتب محاماة يستعيد ما تم الحصولعليه من قبل شركات الفوركس الوهمية، وبكل اندفاع وغيرة لا يدرك الشخص أنه وقع ضحية احتيال جديد.