بشائر العالم

في غزة.. يتبادلون الأطفال ويكتبون أسماءهم على أجسادهم.. ما السر؟

بشائر: الدمام

في وقت الحرب، ولاسيما الحرب في غزة، التي يمارس فيها الاحتلال الإسرائيلي كل أشكال المخالفات للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية الإنسانية، وتستخدم الأسلحة المحرمة دوليًا، ويصبح القتل الوحشي طريقة ومذهبًا لدى العدو، فإنه يضحى الجميع هدفًا للقصف ومعرضًا للموت، ويصير من العسير التعرف على ملامح الضحايا، وهوية الجثامين.

ولا تتوقف المشكلة عند ذلك، فهناك أسر كاملة تتعرض إلى الإبادة خلال القصف، فقد تباد عائلة ما مكونة من والدين وأشقاء وأبناء عمومة في فراشها، وتشرق عليها الشمس وهي تواري الثرى في باطن الأرض!

ذلك الواقع المرير فرض على أبناء غزة طريقة جديدة للتفكير، ودفعهم الخوف من عدم التعرف على جثامينهم وجثامين أبنائهم إلى كتابة أسمائهم على أجسادهم، أو تركيب أسوار في معاصمهم؛ للتعرف عليهم في حال استشهادهم، وأحيانًا تبادل أفراد من العائلة الواحدة، مع عائلة أخرى، وتوزيع الأطفال على أكثر من منزل، حتى إذا تعرض منزل إحدى العائلات إلى القصف، يبقى من أثرهم وأطفالهم أحد؛ وذلك بعد تنامي شعور الخوف لدى الجميع من فقدان جميع أطفالهم!

الموت يحيط كل جانب

الفكرة مرعبة، ولكنها باتت ضرورة من ضرورات الحياة في غزة، والموت يحيط بأهلها في كل وقت وكل جانب من أرضها. تقول إحدى الأمهات، وتُدعى سارة، في حديثها إلى موقع “الجزيرة”: “على العالم أن يعرف عن هؤلاء الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل؛ لأنهم ليسوا أرقامًا، بل أسماء وقصص وأحلام قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة”.

فيما يقول أحد الآباء في غزة، وهو لا يجد إجابة مقنعة لأطفاله عن سبب قيامهم بذلك: “عندما يسألني أطفالي عن سبب قيامي بذلك، أقول لهم إن ذلك من أجل سلامتهم وحمايتهم”. مضيفًا: “هل يمكن لأي شخص في العالم أن يتحمل فكرة ما يمر به أطفالنا؟”.

وتخبرنا الأرقام المفزعة عن الحقيقة الصادمة، فقد قُتل أكثر من 7300 فلسطيني، من بينهم نحو 3 آلاف طفل، فيما لا يزال هناك نحو 1650 فلسطينيًا محاصرًا تحت أنقاض المنازل والمباني السكنية، نصفهم من الأطفال.

كما دمر الاحتلال نحو 200 ألف وحدة سكنية جزئيًا أو كليًا خلال استهدافه المتعمد للبنية التحتية في القطاع؛ لإحالة حياة سكانه إلى جحيم على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى