إلى الأمس القريب كان احد زملاء العمل يعتقد بأن العلم بلغ من الكمال حداً يجعل صاحبنا يدعي بان العلم المادي هو الرب والعياذ بالله. وأخذ يقول إن العلم المادي يحل أكثر المشاكل تعقيداً، ويجد أمصال أعتى الأوبئة،
ويقيل كل المعضلات التي تواجه البشرية على كل الأصعدة. وعندما أقول له: لابد للإنسان من الأخلاق، والاعتقاد بوجود الإله، والعلم بالشي، وإن طرق حل المشاكل يختلف عن الخلق من العدم. أظهر ذلك الشخص بعض تهكمه بين الحين
والآخر وجاهر بالسخرية على كل شيء ذي علاقة بالدين، وكان يخلط عن عمد وسابق إصرار بين السقيم من الممارسات لمن يدّعون التدين
وبثوابت الدين.
يعلق ذاك الزميل المعتد بمكاسبه المالية أن التكنولوجيا الصناعية هي الدين الجديد، وبلغ
اجتماعيا من المجاهرة بالقول أنه ليس بحاجة لأي فرد من المجتمع، وقال أكثر من مرة “ليذهب كل أفراد المجتمع للجحيم”، على حد زعمه.
وكان يردد قول عدم خشيته من أفراد المجتمع لأن مصادر دخله المالي لا يعتمد عليهم، إنما على الشركة التي يعمل بها.
وفي أثناء الحديث معه في عدة جلسات أثناء ساعات العمل ذكر نظريات كثيرة، وأورد ذكر كتب بعناوين عجيبة من ضمنها كتاب “موت الإله”.
انطوت السنون منذ فارقنا العمل مع بعضنا البعض وتفرقت بنا الأمصار.
ومع بروز وباء فيروس كورونا وتفشيه في العالم منذ أكثر من شهرين،
وتصريح أكثر من جهة علمية بأن المصل يحتاج أكثر من سنة لإيجاده،
وهذا أثار الإحباط في نفوس العديد من الناس.
فوجئت بتلقي رسالة من صديق العمل القديم الذي أوردت ذكره في صدر الحديث، وكان نص رسالته ” stay safe , pray for me”.
على الفور اتصلت به هاتفيًا وشكرته على رسالته. وتناقشنا هاتفيًا عن موضوع أهمية الدعاء والتضرع إلى الله بالدعاء، والإقرار بأن الإنسان دائم الحاجة إلى قوى كونية تعينه على تخطي المصاعب،والتغلب على الأهوال ولاسيما أوقات المصائب والأوبئة. تصفحنا سويا، كل في جهاز هاتفه الذكي، تطبيق سناب شات فلاحظنا بشكل عام مشاركات من حول العالم تصب بين استعراض فن الطبخ،
والأكلات، وفنون قتل الوقت، ولقطات لشوارع ومدن مهجورة في أصقاع الأرض خوفا من وباء كورونا، وهذا يعني أن معظم مشاركي السناب شات لا يوجد لديهم من أعزائهم من قد اُدخل المستشفى بسبب وباء كورونا.
فكرنا فيمن ابتلى بهذا الوباء أو له قريب أصيب به وعن أوضاعهم النفسية.
فقلت له حتما العالم يعيش محتبسا أنفاسه بين الخوف من تمدد الوباء، وزيادة عدد الضحايا من جهة، وبين متطلع لروح الفرج، وفريق المتطلع لروح الفرج انقسموا إلى ثلاث فرق: فريق وضع كل ثقته بالعلماء والباحثين وأهل المختبرات، وفريق وضع كل ثقله بالله مع الإلحاح بالدعاء بالهداية لسبل النجاة.
ثم انتقلنا في البحث سويا – و عن بعد – بمقاطع أدعية في التراث
الديني لبعض الديانات الإبراهيمية، ومررنا على جملة أدعية وابتهالات تعد كنوز في المناجاة مع الله الواحد الأحد، والتماس النجاة منه،
والتودد إليه والإقرار له بتمام التوحيد.
ولكوني وزميل العمل السابق من ثقافة لغوية مختلفة كانت اللغة الإنجليزية هي وسيلة التواصل المشترك بيننا. بدأت بارسال دعاء ” يامن تحل به عقد المكاره
للإطلاع هنا وقمت بالترجمة بمجهود شخصي.
لاحقا كانت مقاطع الدعاء المترجمة باللغة الإنجليزية أو التي تكتب ترجمتها في أسفل الشاشة باللغة الإنجليزية هي عون لتسهيل التواصل بيننا ونقل ادبيات الدعاء؛ و هذا الشيء سهل الأمر علي لكوني غير ضليع في الترجمة. وهنا وددت أن أشارك القراء الكرام ببعض رؤوس مقاطع الأدعية التي تم الاطلاع عليها حينذاك مع زميلي و منها:
– يا ذا الجلال والإكرام ياحي يا قيوم .. (دعاء المشلول)
O Lord of majesty and generosity …. ( Dua AlMashloul ) .
و رابط الدعاء للإطلاع هنا
– دعاء مكارم الأخلاق هنا
– دعاء كميل ومطلع الدعاء O Allah I beseech you r name
للإطلاع هنا
قبل أن ننهي مكالمتنا معا قلت له: هل مازلت تعمل أم أنك تقاعدت؟ صمت صمتا مريبا، فأردفت القول: إن شاء الله أموري وأمورك إلى خير.
الإنسان كما كنت أقول سابقا مخلوق اجتماعي،
وإذا كنت في حاجة لشيء ما، فأنا في الخدمة.
انتهى تسجيل الحدث إلى هنا،ولم تنقضِ سواليفي مع ذلك الزميل السابق.
وقبل أن ننهي مكالمتنا قلت له: هل مازلت تعمل أم انك تقاعدت ؟ صمت صمت مريب . أردفت القول : “ان شاء الله اموري و امورك الى خير . الإنسان كما كنت اقول سابقا مخلوق اجتماعي و إذا كنت في حاجة لشيء ما ، فانا في الخدمة” . انتهى تسجيل الحدث الى هنا و لم تنقضي سواليفي مع ذاك الزميل السابق .
