تضارب المصالح الاجتماعية
جواد المعراج
– الصراعات البشرية:
توجد بطبيعة الحال صراعات بين البشر، فالإنسان لا يستطيع أن يبني نفسه الخاصة به، والمجتمع الذي يعيش فيه دون أن يدخل في صراعات مع فئات أخرى، سواء كانت تلك الصراعات نفسية أو اجتماعية، أو من أجل تحقيق مصلحة معينة، ولكن بشرط أن تصب تلك المصلحة في تقوية التحالف والتماسك الاجتماعي الذي يؤدي إلى تعزيز العلاقات، والتفاهم، والتواصل، والتعايش مع مختلف الشرائح الإنسانية.
امتلاك القدرة على تحمل الضغوطات بشكل عام يمهد الطريق أمام تحمل حالة تضارب المصالح التي تجعل كل طرف يتنازع على الوصول للنفوذ الاجتماعي القوي أو المكانة الإعلامية العالية، وبالتالي فإن الخشية من فقدان المصالح يدفع بعض الناس للانسياق وراء الخوف من تحمل تلك الخلافات والصعوبات الكبيرة التي تتطلب المواجهة والصبر، فتحقيق القواسم المشتركة وتقريب وجهات النظر تتطلب سعة صدر، وذلك من أجل تكوين علاقات غير مبنية على الأنانية والمشاحنات والخصومات.
– مثال على حالة تضارب المصالح الاجتماعية:
فعلى سبيل المثال، شريحة من الكُتّاب والمثقفين المعينين (لا أقصد الجميع) يتنازعون على مشكلة اجتماعية أو ثقافية وكل طرف من الأطراف المتعاركة يمارس ضغوطات على الآخر من أجل أن يحافظ على مصلحة معينة أو نفوذ شخصي. في حقيقة الأمر أن كل واحد من هؤلاء لا يسعى لتحقيق التقارب، بل كل شخص يريد أن يتسلط ويتحكم في الآخر من خلال استغلال كل موقف سلبي وخطأ حصل له، وذلك حتى يتم وضع الطرف الذي يتنازع معه تحت تأثير الضغط النفسي، وبهذا تستمر هذه المعارك لفترة طويلة من الزمن بسبب تباعد أفكار وآراء محددة.
-الأساليب التي تستخدم في لحظة حرب المصالح (بين الطرفين المتخاصمين):
من الأساليب التي تستخدم في حرب المصالح هي:
(1)نبش الملفات القديمة عن طريق الرجوع (للخلافات السابقة) (2)وتصيد الأخطاء، (3)والاستقواء على الأطراف التي لديها نفوذ اجتماعي ضعيف، (4)واستغلال كل طرف للآخر من ناحية نقاط الضعف النفسية حتى ينهزم ويفقد القدرة على تحمل تلك الإحباطات والمشقات.
(5) واستخدام أسلوب التحريض، على سبيل المثال الحث على الشر والتخريب والنيل من شخص معين من دون العمل على تهدئة الأوضاع والتعامل بصورة إيجابية مع الخلاف الذي حصل.
– إصلاح ذات البين، من أجل التخلص من النزعات الشريرة والعدوانية التي تثير المضاربة في المصالح الاجتماعية:
من هذه النقطة يجب المبادرة في الإصلاح، بل تحسين العلاقة التي ساءت، والتي تكون بين الطرفين المتخاصمين والمتشاجرين لفترة طويلة من الزمن، نتيجة وجود خلافات معينة حصلت في فترة السابق أو الحاضر.
فالخروج من مثل هذه المعضلة الكبرى يتطلب وجود نوايا صادقة من قبل الطرفين المتخاصمين، خاصة أن تقريب النفوس يحتاج للسيطرة على الأعصاب بهدف تسريع الخطى نحو ترتيب الأمور.
– التخطيط للمستقبل من أجل التخلص من حالة التضارب:
التخطيط للمستقبل بهدف المبادرة في الإصلاح بين المتضاربين بأقرب وقت مناسب يعد عنصراً رئيساً لنجاح المهمة، فالتردد والخوف من مواجهة تلك الصراعات والخلافات الكبرى يعطي فرصة لمثيري الفتن الذين يستغلون كل خطأ وموقف لوضع كل فرد بدائرة ضيقة تفرض زيادة الخسائر بدلاً من التقليل منها.