المملكة بـ 22 قمة كبرى تفرض نفسها على خريطة السياسة العالمية كدولة وساطة وحل للقضايا الكبرى
بشائر: الدمام
نظمت جمعية إعلاميون ندوة (السعودية ودبلوماسية القمم منهجية للإعلام الناعم ومخاطبة النخب العالمية)، واستضافت خبراء متخصصين في الدبلوماسية والصورة الذهنية ومحللين سياسيين معروفين في الوسط الإعلامي والأكاديمي، إذ استضافت أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود الدكتور مطلق المطيري، وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العساف، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام والاتصال أستاذ العلاقات العامة والصورة الذهنية الدكتور جراح المرشدي، والمحلل السياسي المعروف مبارك بن عاتي، فيما أدار الندوة المذيع جيلاني الشمراني، بحضور عدد من الإعلاميين والدبلوماسيين والمهتمين في مقر الجمعية بالرياض.
واتفق المتحدثون والخبراء في الاتصال والتحليل السياسيين، أن المملكة فرضت نفسها على خريطة السياسة العالمية كوسيط مؤثر في حل ومعالجة كل القضايا السياسية والخلافات الدولية العالقة، وأنها خلال فترة قصيرة استضافت 22 قمة كبرى دولية بخلاف الاجتماعات الاقتصادية المؤثرة، ولذلك فرضت نفسها على كل وسائل الإعلام العالمية ومنصات التواصل للرأي العام العالمي.
وبدأت الندوة بكلمة رئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون الدكتور سعود الغربي، قائلاً فيها إن للإعلاميين أسلوبهم في اختيار العناوين والمصطلحات، وإن «دبلوماسية القمم» مصطلح صنع في «إعلاميون» وكتبت حوله مقالة كانت بهذا العنوان. وأكد أن هذه المصطلح «دبلوماسية القمم» سيأخذ حضوره في الدراسات والبحوث وسيدرس كمنهجية سعودية ناعمة للإعلام ومخاطبة النخب العالمية ممثلة في رؤساء الدول وكبار السياسيين والاقتصاديين، ليتعرفوا على المملكة كبلد قيادي يدير أكبر الملفات وأكثرها تعقيداً حول العالم.
وأضاف الغربي أن عقد القمة تلو القمة في المملكة وعلى كل المستويات، سيضعها على خريطة الإخبار العالمية، وفي قلب الدوائر الإعلامية العالمية، لذلك بادرت الجمعية لتنظيم الندوة.
وانطلق ضيوف الندوة لتغطية محاورها بقيادة مدير الحوار المذيع جيلاني الشمراني، إذ تحدث أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور مطلق المطيري، مشيراً إلى أن علاقتنا مع الدول مدفوعة بالسياسات وليست قائمة على العلاقات، فالدبلوماسية العامة تتوجه بالسياسات، وذلك مثل علاقة المملكة مع الولايات المتحدة، تبقى علاقة تاريخية، ولكن الخلافات بين الحكومات تكون على السياسات وليست العلاقات التي تعد ثابتة وراسخة.
وأضاف الدكتور المطيري أن السمعة الوطنية شكل من أشكال المنافع العامة، فهي تخلق بيئة تمكينية وهي بلا شك أداة قوة وجزء من السياسة الخارجية، وبوابة للآخرين لبناء ثقافة ومعرفة سياسة هذه الأمة، وبكل تأكيد تعد جزءاً من القوة الناعمة.
وانتقل الحديث إلى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عبدالله العساف الذي أكد أن المملكة أصبحت أنموذجاً مهماً جداً على الصعيد السياسي عموماً، فالسعودية اليوم تقدم نفسها دولة مؤثرة ووسيطاً نزيهاً تلجأ لها الدول الأخرى، واحتلت مكانة مؤثرة على الخريطة العالمية السياسية، ومحطة تجلب الأضواء متحدية ومتجاوزة كل محاولات الإعلام الغربي إخفاء ذلك.
كما تحدث أستاذ العلاقات العامة والصورة الذهنية الدكتور جراح المرشدي، عن التحول في عالم الاتصال وصناعة المعرفة وثورة المعلومات، ما كان له الأثر الكبير في أن يساعدنا أن نصل ونتجاوز ما يسمى الحدود الشفافة، مؤكداً أن المملكة بفضل قيادتها الرشيدة وصلت إلى مكانة تجبر الآخر أن يقدرها ويحترمها ويرسم الصورة الحقيقية للمملكة.
وأوضح الدكتور المرشدي أنه جرى عقد أكثر من ٢٢ قمة خلال سبع سنوات، وأن القمم التي أقيمت في السعودية لها مدلولاتها في عالم الإعلام وتأكيد على الدور السعودي المهم في المشهد العالمي.
وكان ختام الحديث عند المحلل السياسي المعروف مبارك آل عاتي الذي قال إنه في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أصبح الدور السياسي للمملكة على الساحة الدولية ملموساً جداً لما تملكه من أدوات وإمكانات مؤثرة يحتاجها العالم قاطبة، كما لدى المملكة رؤية واضحة تجاه الشعوب الأشقاء، وما يمكنها أن تساهم به في السلم والتعايش العالمي.
وأضاف آل عاتي أن المملكة تتمتع بثبات سياستها وقدرتها على إدارة الزخم العالمي للسياسة الدولية وما تضمه من ملفات شائكة، وما حققته المملكة من مكانة عالمية، يعتمد على عدد من المقومات من أهمها قوة التلاحم بين القيادة والشعب الداخلية، فالمجتمع السعودي اليوم مجتمع حيوي والاستثمار الإعلامي في أبنائه خير سلاح.
وبعد ذلك فُتحت المشاركات للحضور، فتحدث في البداية عميد السلك الدبلوماسي في المملكة سفير دولة جيبوتي السفير ضياء الدين بن سعيد بامخرمة، وقال إنهم كدبلوماسيين عايشوا النجاحات التي حققتها المملكة من خلال هذه القمم، وإن قادة الدول والسياسيين يترقبون المشاركة في هذه القمم لعقد اجتماعات ثنائية لم ولن يتمكنوا منها لو لم تُعقد في المملكة التي هيأت لهم الفرصة حتى يجتمعوا على طاولات ثنائية لتحقيق نتائج رائعة لأوطانهم.
وأكد السفير بامخرمة أن سياسة المملكة الثابتة والصاعدة بقوة جعلتها قائدة في الكثير من الملفات السياسية العالمية، وأنهم يتوقعون تحقيق المزيد من المكاسب مع رؤية 2030 وشخصية القيادة السعودية الشابة والمتوثبة.
ثم جرت مداخلات مختلفة من الحضور في مقدمتهم اللواء المتقاعد عبدالله العرابي الحارثي ومحمد السلامة والسفير دهام الدهام وخلدون السعيدان ومحمد السحيمي والإعلاميات الحاضرات وفي مقدمتهن المذيعة الدكتورة جميلة هليل.
فيما تم تكريم المشاركين ومدير الحوار من قبل رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون» الدكتور سعود بن فالح الغربي.