أقلام

نورٌ فاضَ على الأنام

عماد آل عبيدان

نعيشُ ذكراكَ والأنفاسُ في فرحٍ

كأنَّ فَيْضَكَ في الأكوانِ قد نَضَرا

ذكراكَ شمسٌ تُنيرُ الدَّهرَ في سُرُرٍ

فيضًا تَغَلغلَ في الأرواحِ واشتجَرا

إنا تلوناك في سفرِ الهدى عِبَرًا

يسطو الجمالُ بها معنًى ومُعتبَرا

وكنتَ آيةَ حقٍّ لا تمُرُّ بها

سِوى الملائكُ تحني الرأسَ مُعتذِرا

ومن بقيعِكَ في الأعماقِ قد شَهَقَتْ

أضرحةٌ كبَرتْ في وجدها قِصَرا

ما ذرَّ صبحٌ وما الأملاكُ قد سَجَدَتْ

إلَّا وباسمِكَ إِزْهَارٌ هُدى دُرَرا

…….

(٢)

يا مُجتبى النُورُ، يا مَن زانهُ شَرَفٌ

كَأنّكَ الغيثُ في الآفاقِ قد غَرَفَا

يا نَجلَ خيرِ الورى، طُهرًا ومَكرُمةً

يا نَبعَ خُلُقٍ بهِ الأرواحُ قد شَغَفَا

قَسَمْتَ دُنْيَاكَ بَيْنَ السَّائِلِينَ نَدًى

وَكَفُّكَ الجُودُ مَاءٌ طَابَ وَانْعَطَفَا

وما اشتكتْ أُمَّةٌ ضَيْمًا بِبَابِكَ إِذْ

تَزَلْزَلَ الظُّلْمُ صَوْتًا بِالهُدَى وَخَفَا

أنتَ الزَّكيُّ، وأنفاسُ غَدَتْ أملاً

وشمسُ دِينِ العُلا بالفَيْضِ قد عَزَفَا

حَفِظْتَ دَرْبَ أَبِيكَ الحقَّ مُكْتَمِلًا

وَسِرُّهُ فِيكَ بَاتَ النُّورَ مُعْتَكَفَا

رَوَيْتَ دُنياكَ آياتِ الفَلاحِ رُبىً

تَخْطو كطه الذي بالحقِّ قَدْ عَصَفَا

وكنتَ في حُلمِكَ المَنثورِ نورٌ لِمَنْ

تاهُوا، فهامُوا إلى قَلبٍ بِكَ اعْتَكَفَا

يا مَن إذا الحَربُ دارت، كنتَ حيدرةً

تَجَسَّدَ الحقُّ في اللهِ وما انحَرَفَا

يا مَن بحلمِكَ حَيَّرتَ العَدَى حِنَكَةً

حَتَّى غَدا ثَغْرُكَ الدُّنْيَا بِكَ اعْتَرَفَا

عَفوتَ عن كُلِّ باغٍ، لُطفُ قُدسِكَ قد

خَطَّ السّماءَ بِسطرٍ نُورُهُ واحتَفَى

وما نَسَى الدَّرْبُ عَهْدَ الصُّلحِ مُشْتَرَطًا

حِفاظَ دَمٍّ إلى الإسلامِ قد شَرَفَا

يا مَن ملأتَ المدى فِكراً و علماً بهِ

إذْ صارَ خَيْرُ الوَرى مِنْ كفِّكَ التحَفَا

مَولايَ، جِئْتُكَ قَلْبًا مُفْعَمًا وَلَهًا

وَفِي هَواهُ ارتمتْ أَنْفَاسُنَا زُلَفَا

أُذِيبُ رُوحي بِمِلادٍ وَقَافِيَةٍ

بِكُلِّ حَرْفٍ بِها الإِيمَانُ مَا احْتَرَفَا

يا مُجتبى الوحي، يا مَن فاضَ مِن يَدِهِ

على البَرِيَّةِ حُبٌّ أوقَدَ الشَغَفَا

في مدحِكُم أرتجي نيل شفاعتكم

فإنها البدرُ صبحٌ ضوؤها انتصفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى