تقرير المحاضرة: عبد المنعم الحليمي
الشيخ عبد الجليل البن سعد ٦ محرم ١٤٤٥ هجري
■ فهرسة البحث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): [العالم بزمانه، لا تهجم عليه اللوابس.. ]
يدور البحث حول مواجهات الطليعة المؤمنة في القرن الحادي والعشرين ويتفرع على هذه الموضوعة فصول عدة:
١ _ مكتبة القرن الحادي والعشرين.
٢_ التحدي الربوبي في الخلق.
٣_ الفرق بين التدخل في الخلق والمخلوق.
٤_ تحدي التدين في القرن الحادي والعشرين.
الفصل الأول:نظرة ببلوغرافية:
فالقرن الحادي والعشرين الذي لازلنا في ربعه الأخير، قد شغل الرأي العام والخاص والمختص.. هذا القرن بدأت الكتابة حوله قبل ان تستقبله الناس.. وقد كتب حوله الكثير بما يوحي بأنه متميز ومتعملق بين القرون الخوالي..
_ الكتابات الجميلة حول القرن الحادي والعشرين كثيرة والتي لايمكن أن نحصيها بسبب رغبتنا في تقديم كتب يمكن قرائتها من قبل عامة الناس، وليست كتب لايقرأها الا المختص..
● نماذج الكتب المناسبة:
1_ التدين في القرن الحادي والعشرين.جزئين
2_ نحو علم اجتماع للقرن الحادي والعشرين.
3_ اي فلسفة للقرن الحادي والعشرين.
4_ الإسلام وتحديات القرن الحادي والعشرين.عصام نور
5_الإسلام والمسلمون.التحديات والاستجابات في القرن الحادي والعشرين.محمد نعمان جلال.
فاصل معرفي: الكتاب الأخير حري بالاقتناء من قبل الشباب لأنه جميل وسلسل والأهم أنه نجح في اختبار الحيادية وكثير من الكتاب لاينجح في اختبار الحيادية، بينما محمد نعمان جلال لما أراد ان يتعاطى مختلف الرؤى في القرن الجديد لم ينسى الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشهيد محمد باقر الصدر وكذلك لم ينسى اسماء اعجمية، فهو بذلك تجاوز الحدود الطائفية وكتب بدرجة عالية من الشفافية والحيادية ولذلك ننصح بقراءته..
الفصل الثاني: مسارات التحدي في القرن العشرين.
الإطلاع على الكتب التي تحدثت عن التحديات في القرن العشرين يكشف لك عن عدة مسارات للتحدي، والمؤلفين كل منهم انتخب مسارا للتحدي يتحدث عنه..
بارقة: وهنا ننتخب مسارين للتحدي في القرن الحادي والعشرين، ودواعي الإختيار هو :
١_ أن الكتابات تجاوزت هذه المسارات وأغفلتها، ولم يكن ينبغي ذلك.
٢_ أو انه في بعض تلك الكتابات لم يتم معالجة تلك المسارات بشكل جذري حقيقي، وانما قاربتها بشكل عابر.
● التحدي الربوبي في الخلق:
الالحاد كما له ضوابط سسيولوجية واجتماعية، كذلك له ضوابط سيكولوجية ونفسية وفلسفية، فتحليل وتفكيك شخصية الالحاد هي مهمة جميع المشارب و العلوم ، لأن كل عالم من موقعه يستطيع أن يقدم محددات للالحاد..
فاصل معرفي: الضوابط السيكولوجية للالحاد لم تحدد بشكل كافي حتى اليوم، غير أنه يحفظ الحق للدكتور عمرو شريف في كتابه ( الالحاد مشكلة نفسية)، حيث أعطى مجهودا لابأس به.. وبضميمة هذا الكتاب توجد مجموع كتب اخرى للدكتور عمرو شريف في الالحاد تتشكل لدينا منها جهود تمثل سلاحا لمواجهة ومقاومة أي هجمة الحادية في وقتنا الراهن..
المحددات والضوابط السيكولوجية للالحاد:
من ابرزها وعليه نقتصر الغرور الالحادي: فالالحاد في غالبه بدون تعميم، او في حالاته الخاصة يقف على وتيرة الغرور التي تجعله يرى نفسه في قبال الخالق ، حيث يصل الغرور بالملحد_ بشرا أو غير بشر_ الى حد أن يتدخل في خلق الله تعالى..
الملحد غير البشري(الشيطان):
{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.[النساء:119]،
ابليس ابتدأ به الغرور من الخلق حيث سخر من خلق آدم.ع{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }.[ص:76]
، ثم إن استمرارية تدخله في الخلق وعبثه بهم ناتج عن تمسكه بغروره ، فالغرور انتهى معه حيث ابتدأ، فسخر في الأول من خلق آدم ومضى في سخريته من باقي الخلق وفي تحدي صارخ لله تعالى ذكره، بأنه ستكون لي اليد الطولى عليهم بتغيير خلقتك فيهم وبأدوات هي البشر ذات قائلا {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ }..
أبعاد العصياني الشيطاني: فحينما يعلن ابليس الحرب وهذه المهلكة الشيطانية، أين هو البعد العصياني في تغيير الخلق.؟!
أ_ الالتفات الى غير الله كشركاء معه في الخلق.
ب_ الافساد في الخلق..( افساد التراتبية الخلقية)
ج_ هتك حرمة الخلق كما في المثلة.
الملحد البشري.(نمرود):
النمرود حمل هذا الغرور عبر التحدي في الخلق حيث جاء في محاججته مع النبي ابراهيم.ع.{َ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.[البقرة.258].
فاصل معرفي: هذه الآية المباركة تجاذبها وتقاطع معها مدرستين من مدارس التفسير الإسلامي:
أ_ مدرسة على رأسها الفخر الرازي حيث يرى الاحياء والاماتة لها عدة مناشئ بعضها حسي وبعضها ليس له منشأ حسي أقسامها:
_ احياء واماتة الهية وهذا ليس بحاسي.
_ احياء واماتة فلكي سماوي.
_ احياء واماتة ارضية.
وكلاهما حسي
ب_ مدرسة أخرى تتمثل في العلامة الطباطبائي وتلميذه الشيخ جوادي آملي في تفسيره تسنيم.(ج12_ ص219).، ترى ان نمرود يدرك أنه لا يملك مقدرة الاحياء والاماتة وانما استخدم التمويه والمجاز حيث ان من يسجنه ويأمر بقتله فهذا اماته وأما من يعفو عن محكوم بالاعدام فهو احياء..
ج_ بعض المعاصرين لديه تحفظ على أطروحة الشيخ جوادي آملي ، والملاحظة التي تسجل على الأطروحة أن تفسير قول النمرود انا احيي واميت بالتمويه والمجاز هذا يعني انها مسألة فكرية، بينما كلمة (فبهت الذي كفر) لا تشير الى مسألة فكرية ولاتتناسب مع التمويه والمجاز بل الى تحطم شيء بني في نفس وروح نمرود، ذلك هو (الغرور). الذي حطمه الخليل ابراهيم.ع.
_ نموذج آخر لذلك الغرور الذي يبلغ بصاحبه حد ادعاء الربوبية هو: فرعون عندما بنى قصرا على النهر وتجري الأنهار من تحته ويقتل ويفعل ما يفعل اعتقد في نفسه غرورا قال(أنا ربكم الأعلى)..
الفصل الثالث: الفرق بين التدخل في الخلق والمخلوق.
فان التدخل يتشكل بشكلين لابد من التمييز بينهم وهما التدخل في الخلق وقد سبق ذكر ابعاده العصيانية ونماذج العصاة ، والتدخل في المخلوق وكلاهما حاصل في القرن الحادي والعشرين.
● التدخل في المخلوق: التطور التقني والتكنلوجي في مثل مجالات الطب وما تحدثه من ثورات علاجية وغيرها.
■ بارقة: الخلق هو التقدير وليس التصميم، فمثلا” قدر الله تعالى ان الانسان يمشي على رجلين والحيوان على أربع وهكذا، ولذا عندما الطب يتوصل بالتقنيات الى مستويات تقليل الامراض والوفيات فهو يسهم في الوصول الى التقدير الإلهي.. فلذا هذا تدخل سليم في المخلوق لمعالجته ليكون مطابقا لاصل الخلق وليس تغييريا في الخلق..
▪ كل تطور يأتي الناس يسبب نوع اضطراب في ارضية التدين، ولذا الدولة العباسية شكل متطور انذاك على مستويات عدة علمية وتطوراتها بلغت بها حدا ان صنعة ساعة اهدتها الى ملك فرنسا، ومع كل هذه التطور والتقدم لم يبق من الدين الا احكام القضاء وانتشر الفساد الأخلاقي..
● السؤال: ماهو حاصل ويجري في القرن الحادي والعشرين هل هو طفرة بلا اي مقدمات وسوابق واعداد، أم هو مسألة وقت..؟!!
ان مايجري الان كان واضحا منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلادي، حيث ان بعض المجلات في اليابان في الربع الأول من القرن العشرين وعبر رسومات توضيحية كان تشير الى كثير من التطورات الحاصلة في القرن الحادي والعشرين. فالمسألة كانت مسألة وقت وليست طفرة..
منهجية التحيون:
أ_ ولذلك عندما نأتي الى التغيير والتحدي في الخلق الربوبي ، نجد أن بعض الظواهر والمواقف تنسف التقدير الإلهي، وذلك هو منهجية التحيون التي هي من آخر جنون الغرب في محاولة لتحويل الإنسان بالجبر والقسر الى حيوان وطوى مراحل في ذلك عبر التعبئة الذهنية والتهيأة النفسية من خلال الأفلام الكرتونية والمؤلفات وغيرها، يمكن قراءة رواية (مزرعة الحيوان.للروائي البريطاني جورج اورويل) للوقوف على بعض ملامح التحيون، ثم أخذت المسألة تتجسد في الواقع بمظاهر بشرية متحيونة باشكال مختلفة تارة كلاب بشرية وخنازير بشرية والخ. وللمعلومية ليس هدف الراوي ذلك..
ب_الشذوذ الجنسي: تدخل في الخلق وليس المخلوق وهو من مظاهر التحيون الغربي وتغيير الخلق والتقدير الإلهي، وطمس الفطرة الانسانية وقلقها..
● آليات التمهيد للشذوذ:
1_ التشتيت الذهني عبر رفع السقف فقالوا بحرية ممارسة الجنس مع الأطفال..
2_ وذهبوا الى اشنع وافضع من ذلك فقالوا بحرية ممارسة الجنس مع الميت..
● سؤال: لماذا استخدم الجنس في عملية تغيير الخلق والتقدير الالهي.؟!
_ لأنه أفضل طريقة للاكراه على تغيير الخلق، حيث الجنس يعتمد الشهوة التي هي في قبال الفطرة، فالشهوة والفطرة ليست حالة بل هما تيار الانفتاح على احدهم يتكامل بالانسان والآخر يتسافل به، ولذا أمر الشهوة خطير..
● بارقة: للتوسيع في موضوع الفطرة والشهوة وهذا الملف ننصح بقراءة الكتاب القيم المميز( دراسة في علم النفس الإسلامي_ الدكتور السيد أبوالقاسم الحسيني).
الفصل الرابع:تحدي التدين في القرن الحادي والعشرين..
من القول العجائبي التي قيلت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التدين وقرن الإله..
فاصل معرفي: في الحسابات الفلسفية والعلمية القرن الحادي والعشرين هو قرن التدين والإله، ولكن الحسابات الرأسمالية المتوحشة حينما قرأت هذه الحسابات الفلسفية والعلمية كان لابد منها ان تعمد الى عرقلت وتشويش الحسابات الفلسفية والعلمية..
١_ توفيق الحكيم.(أديب وكاتب مصري)، بحكم علاقاته بعلماء أوروبا يقول قابلت بعض الشخصيات من علماء الفيزياء الذين حازوا على جائزة نوبل فقالوا بصريح العبارة: ان العلم نفسه صغير جدا في ان يفسر لنا الكثير عن الله.
بارقة: العقل أصبح يقيم نفسه بما قيمه الله تعالى. قال تعالى.{وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الاسراء.85].
٢_ أرنولد توينبي.(مؤرخ بريطاني شهير) يقول: ان القرن الحادي والعشرين هو قرن دين.
التدين الشكلي والرقمي:
في القرن الحادي والعشرين التحدي فيه هو تحدي لفهم الدين، والفهم الروحي للدين يكشف عن استعدادات الدين لاستيعاب المتغيرات، وعدم الفهم الروحي للدين يجعل من الدين متصادم مع الحياة.
● التدين الشكلي نماذج:
أ_التعامل مع السنن النبوية: هناك مدرستان في التعامل مع بعض السنن النبوية وهما :
( مدرسة أهل السنة متمثل في الأزهر )، و(مدرسة أهل البيت.ع. متمثلة في الحوزات والفقهاء الشيعة)..
_ أعلام الأزهر كالشيخ علي جمعة وغيره يقولون: السنة النبوية على شكلين، سنة عبادة وسنة عادة. وسنة العادة قد تكون مناسبة في ذلك الزمن ولاتناسب في هذا الزمن.
_ أعلام الامامية كالفيض الكاشاني وغيره يقولون: السنة النبوية تبقى سنة لأنها الهية والرسول الاعظم.ص. لايعمل عبثا، ولكن المسألة هي في التكيف وهل يتم اظهار واشهار هذه السنة أم لا..
التدين الرقمي:
التدين الرقمي هو أن يسعى الشباب في الاستفادة من الرقميات لجعل الدين أقوى، ونحن نفتخر بشبابنا الذي لهم اسهامات وانجازات في ذلك، ولذا خرجت كتابات في الغرب بعنوان( سيسولوجيا الانترنت) واول ما تتحدث عنه هو الظاهرة الدينية في الانترنت، وهذه صدقت المقولة السابقة بأن القرن الحادي والعشرين قرن الدين.
