بطل الإيثار
عادل السيد حسن الحسين
يَبْقَى فُؤَادُ الْمُوَالِـــي مُوجَعًـــا وَجِــدَا
كَـمْ بَسْمَةٍ فِـي الشِّـفَاهِ الضَّيْــمُ قَـدْ فُقِدَا
فَانْظُـرْ إِلَـى كَرْبَلَا يَـوْمَ الطُّفُوفِ بِهَـا
بُرْهَــانُ قَوْلِــيْ بِعَيْـنِ اللَّهِ قَـــدْ رَشُدَا
وَقَفَ الْهُمَامُ بِيَوْمِ الطَّفِّ مُلْتَمِسًا
مِنْ حَيْدَرٍ خُطَبًا فِي الْمَارِقِينَ شَدَا
لَكِنَّهُـــمْ، دُونَمَـا وَعْــيٍ لِمَـــوْعِظَةٍ
مِنْ نُصْحِهِ، رَفَضُوا حِقْدًا طَرِيقَ هُدَى
وَبِنُصْحِهِ سَـطَّرَ الْأَخْـلَاقَ مَاثِلَةً
لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مِنْ أَمْرِهِمْ رَشَدَا
لَــمْ يَسْــبِقِ السِّــبْطَ فِــي أَفْعَالِــهِ أَبَـدًا
إِلَّا بِمَقْتَلِهِ فِــــي سَــــاحَةِ الشُّــــهَدَا
أَنْعَـــمْ بِهِ مِـــنْ أَخٍ زان الْأُخُـــوَّةَ بِالْ
إِيثَارِ فِي سَاحَةِ الْحَرْبِ الَّـذِي خَلُدَا
عَــزَفَ الْأُخُــوَّةَ فِــي أُنْشُودَةٍ خَلُدَتْ
حَتَّى الْوِلَادَةَ لَمْ يَسْبِقْهُ مُنْفَرِدَا
ظَلَّـتْ عَلَى مَسْـمَعِ الْأَجْيَـالِ صَـادِحَةً
قَــدْ رُدِّدَتْ كُلَّمَـا أَهْــدَتْ لَنَــا سَنَــدَا