هاني الحجي
هل ضاق بك الزمن يومًا ما، أو لم يسمح لك مكانك أو ظرفك بقراءة الكتاب الورقي؟
يمكنك أن تستبدله بالكتاب المسموع الذي يعرض المحتوى للمتلقي بشكل مسموع، حيث يتم تسجيله من قبل شخص مختص بالخطابة والإلقاء، فيقوم بسرد المحتوى بأسلوب مشوق، رائع، ولطيف وحماسي، فيقرأ النصوص قراءة معبرة تدفعك إلى الإصغاء لكل كلمة يقولها.
باتت هذه الأداة العصرية مرغوبة جدًا لإمكانية الاستماع إليها عبر أي جهاز: خلوي أو آيباد أو سمارت فون، ويناسب هذا الكتاب
طبيعة الحياة السريعة والمشغولة التي نعيشها.
لم يكن الكتاب المسموع حديثة العهد، بل تعود بداياته إلى ثلاثينات القرن العشرين في المحلات الموسيقية التي كان ينتشر فيها هذا النوع من المحتوى، ثم أخذ شكل أشرطة فيديو وأقراص مدمجة، وأقراص صوتية.
ويمتاز الكتاب المسموع بإمكانية تلقيه في أي مكان وإشراكه مع أنشطة وأعمال أخرى، مثل: الأعمال المنزلية، والرسم، أو ترتيب المكتب أو أثناء وجودك في وسائل النقل العامة، أو أثناء القيادة، أو الانتظار في صالات المستسفيات والبنوك، أو حتى عند إشارة المرور، وممارسة رياضة المشي أو المكوث بالحدائق والمنتزهات العامة.
ويمتاز الكتاب المسموع بمتعة التلقي كونه مسموعًا يدعو إلى الاستمتاع، فلا يرهق العين ولا يرهق العمود الفقري بوضع جلوس معين، كما يمكن متابعة ما سمعته دون الحاجة إلى العودة من جديد إلى نقطة البداية.
ويناسب الكتاب المسموع إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم صعوبات تمنعهم من الرؤية أو يعانون ضعف البصر فلا يتمكنون من قراءة المكتوب والاستمتاع به. مما يتيح لهم فرصة أكبر في الحصول على المعلومات والاستمتاع بالكتاب المسموع. فضلًا عن أن طبيعة الكتاب المسموع ذي الصيغة الرقمية تجعله قابلًا للتحميل والاحتفاظ به على الهواتف المحمولة، فيكون في متناول الأيدي دون الحاجة إلى حمل أداة تشغيل كبيرة مثلًا. ويتصف الكتاب المسموع بانخفاض سعره، ويعد في متناول الجميع من أفراد وفئات المجتمع وهو عامل يشجع على شيوعها.
وقد ازداد إقبال الناس في العالم العربي على الكتاب المسموع حسب الكثير من المقالات والدراسات الواقعية والميدانية، في مقابل الأعداد القليلة للقراء الفعليين للكتب الورقية المقروءة، مما يدل على أنه يعد حلًا فعالًا يفي بالغرض مع القراء المترددين.
كما أنه تتوافر في العالم العربي الكثير من المنصات والبرامج التي تقدم إمكانية الاستماع إلى كتب مسموعة بالمجان.وهذا كله يزيد من إقبال الناس عليها. والمتوقع أن يزداد إقبال العالم عليها أكثر وأكثر.
