صفة حسنة وصفة سيئة

جواد المعراج
تتعرض طبيعة كل إنسان في هذه الحياة للنقص في جوانب محددة، أو تفتقر لسمة شخصية معينة مما يؤدي لجعل الفرد مشوش الذهن عندما يتأثر بالتفكير المبني على الاعتقاد بأن الإنسان لا يحمل صفات سيئة وصفات حسنة، والله عز وجل خلق على سنة الاختلاف في طريقة التعامل والكلام والطباع والأخلاق والمظاهر الخارجية والسلوكيات وغيرها من أمور كثيرة.
والله يختبر الإنسان ويبتليه بصفات سيئة ويمن عليه بصفات أخرى حسنة، وكما يقال: (ربك يأخذ ويعطي)، وترى إنسان تتضح فيه صفة التكبر والغرور والبخل وسوء الأخلاق، ولكنه في جانب آخر قد يحمل صفة المرح والجمال وكثرة المال وحسن المظهر بالجسد والوجه، وهناك أمثلة كثيرة ترتبط بالاختلاف في الصفات.
وهذا التباعد في السمات الشخصية يكون اختبار من الله، بأن يختبر الإنسان ليرى إذا ما كان يستطيع أن يتعايش ويتقبل عيوبه دون أن يشعر بالكمال والمثالية الزائدة، ولأن في كل فرد عيوب قد تخلق لديه عصبية وتوتر بسبب الخوف من كلام الناس وآرائهم.
ولكي يشعر الإنسان بالراحة عليه أن لا يتوقع أن كل شيء في الحياة سيكون على حسب مزاجه أو يتوقع أن الحياة ستكون جميلة دائمًا وخالية من المشاكل الشخصية أو مشاكل الصداقات والعلاقات الاجتماعية، وهذا الأمر جعل كثير من البشر يصبحون متعكري المزاج لأن هؤلاء غالبًا ما يريدون أن يكون الناس على حسب أمزجتهم.
هذه الفئة من البشر تصاب بإحباط كبير في الحياة الاجتماعية عندما تستقبل إنسان لا يتشابه في صفاته بهم، لأن هذه الشخصيات لا تعرف كيف تتحمل مع عيوبها الخاصة ولا كيف تتعامل معها، ولا تعرف كيف تتقبل عيوب الأشخاص المحيطين بها ولا كيف تتعامل معهم.