أقلام

اللسان المُهذب صيدلية

م. أمير الصالح

“جزاك الله خير”
“رحم الله والديك”
“جعل من جابك الجنة”
“شكر الله سعيك”
جُمل تعبيرية مملوءة بالمشاعر الإنسانية النبيلة شائعة التداول بين أبناء سكان وطننا الحبيب وتبعث الراحة في نفوس السامعين لها. وإنتشار هكذا تداول للجُمل مع إبتسامة ومشاعر طيبة نعمة كبيرة تبث الطمأنينة وتبعث الراحة والألفة بين النفوس. وشخصيا أشكر كل إنسان يوطد نفسه على إستعمال الجُمل المعبرة عن الدفء الإنساني والخُلق الرفيع . “قُل ولا تقُل” هي مجموعة جُمل وكلمات يوصي بها أهل التربية وينادون إلى حسن إستخدامها لأن ذلك قد يحل إشكال جداً متأزم ويتخطى بها أزمات قابلة للتضخم والإنفجار. في التعامل مع الاطفال والمراهقين على سبيل المثال، بدل قول “اسكتوا ” زجرا يمكن للشخص قول “من يسمع صوتي فليرفع يده”. و بدل قول “ناموا فغدا يوم دراسي”، يمكن قول “ناموا حتى تدركوا صلاة الصبح وتجنوا فوائد يوم جديد “.

المؤسف أن ولوج ثقافة هوليوود السينمائية جعل جُمل تشمل كلمة “ f***” ,”sh**t وغيرهما سائدة الإستخدام ببن بعض الفتيان والمراهقين بشكل ملحوظ. ونتطلع وإياكم أن يتم توجيه الفتيان والفتيات برفق وذكاء على تجنب الإنصات لهكذا جُمل أو الاستخدام لأي كلمة نابية أو فيها إسفاف مع توضيح أبعاد ذلك على كرامة الشخص نفسه على المدى البعيد.

ولكوننا نعتقد بأن الدنيا تجري بالأسباب ومن أهم الأسباب المدرة للألفة بين الناس هو فتح القلوب من خلال الكلمة الطيبة وبشاشة الوجوه. وهذا يذكرنا بقول أحد الشعراء في إستنطاق الاسباب:

ألم تــر أنّ الله قال لـمريـم
‏إليك فهزِّي الجذع يسَّاقط الرُّطب

‏ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّها
‏جنته ولكن كلُّ شيءٍ له سبب.

ولكي يعيش أي مجتمع العيش الرغيد والسلام المديد والتعاون المجيد فعليا و ليس هرطقة، فلابد من حلاوة اللسان و نشر الإحترام وإفشاء السلام وحسن السلوك و تبادل الاحترام وأداء الحقوق بأمانة واللين في التعامل. ونعقلن التطلعات و التوقعات من خلال:

١- لا تطلب من الاشواك أن تفوح بالعطور، ولا تطلب من الصحراء أن تنبت الزهور، ولا تطلب من فاقد الاحساس أن يهتم بالشعور. فكن واقعيا في توقعاتك ومثاليا في تصرفاتك.

٢- عندما تقول نصف المجتمع سيء سيسخط الجميع عليك بينما لو قلت نصف المجتمع جيد سيحتفون بك، مع أن العبارتين بمعنى واحد.

٣- أن من يُحسن يحسن لنفسه وقد يحفظ الآخرون إحسانه في أهله وأبناء مجتمعه. وأن من يُسيئ للآخرين فإنه حتما يُسيئ لنفسه ولكافة أبناء مجتمعه وعرقه ووطنه ودينه. فليحفظ كل منا لسانه في حله و ترحاله.

ختاما ، يُروى عن الامام الرضا ( ع ) : (لا تمل من الدعاء فإنه من الله بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم، وإياك ومكاشفة الناس، فإنا أهل بيت نصل من قطعنا، ونحسن إلى من أساء إلينا، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى