أقلام

الأفكار السوداوية حول فترة الولادة شائعة جدًا بين النساء – معرفة السبب هو الشغل الشاغل لعلماء النفس

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

يهدف باحثون إلى تناول أسباب وطرق علاج الأفكار والصور الدخيلة (1) التي تصيب المرأة في فترة ما حول الولادة (قبيل وبعيد الولادة) – هذه الأفكار عادة ما تكون مكثفة وقوية تؤثر سلبًا في حياة معظم النساء أثناء الحمل وبعده. تصيب الأفكار الدخيلة المزعجة جميع الأمهات تقريبًا (حوالي 91% من النساء) (2).

سلوكيات معينة قد تحدث استجابة للأفكار الدخيلة (3)بما فيها تحقق الأم المفرط من سلامة الرضيع النائم وحرصها المفرط على الإطمئنان على سلامته بشكل متكرر والتعلق الزائد به وذلك بالتواجد الدائم معه ورفض مساعدة غيرها في رعايته والاعتناء به.

تعتبر اضطرابات النوم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً خلال فترة الحمل وما بعدها، ولكن لا يُعرف الكثير عن أسبابها وطرق علاجها، وذلك بسبب نقص الأدلة فيما يسميه أحد باحثي جامعة نيو ساوث ويلز “مجالاً بحثياً مهمولًا تماماً.”

سيقوم باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني ومعهد جورج بمعالجة هذه الفجوة المعرفية وذلك بالشروع في دراسة مدتها خمس سنوات تتناول “الأفكار والصور الدخيلة في فترة ما حول الولادة (قبيل وبعيد الولادة),” والتي نشروها في ورقة مركزة في مجلة تقدم العلوم (4) Science Advances.

تقول سوزان شفايزر، الأستاذ المساعد، والتي تقود البحث في كلية العلوم، جامعة نيو ساوث ويلز للعلوم: “الأفكار الدخيلة تتعلق بالخوف من أن يلحق الأذى بالرضع، والتي يمكن أن تعرض للنساء أثناء الحمل، أو بشكل أكثر شيوعًا، في السنة الأولى بعد الولادة.”

“لذا فإن نوع الأفكار التي ستخطر على بال معظم النساء هي أفكار تتعلق بالخشية من تعرض الرضيع للأذى العرضي – مثل تخيلها أن طفلها سيسقط من طاولة تغيير الحفاضات، أو عربته ستتدحرج بعيدًا عنها – وهذه الصور تترك انطباعًا مؤثرًا جدًا تبدو وكأنها تأتي على حين غرة وبصورة غير متوقعة.”

ولكن ربما ما يزعج أكثر، ناهيك عن كونه مسببًا للعزلة، هي الأفكار المتعلقة بالتسبب في إلحاقها ضرر مقصود بالطفل. “نصف النساء اللاتي يلدن يفكرن أيضًا في إيذاء أطفالهن عمدًا. مرة أخرى، تأتي هذه الأفكار فجأة وبصورة غير متوقعة وهي واحدة من أسوأ الأمور التي يمكن أن تخطر على بال أي إنسان.

الاستاذ المساعد شفايزر أكدت أن هذه الأفكار الدخيلة شائعة جدًا. قارنت ذلك بالفكرة العابرة حول السقوط من حافة جرف مرتفع عندما يكون شخص على وشك سقوط مميت، حالة يشعر به الكثير من الناس.

وتقول: “من منظور تطوري أن تكون النساء منطقيًا حساسات جدًا للتهديدات التي قد يتعرض لها الرضع في جو الرعاية التربوية وذلك لأن أطفالهن يعتمدون كليًا على يقظة هؤلاء الأمهات تجاه هذه التهديدات”.

لكن معرفة أن هذه الأفكار الدخيلة قد تكون لها جذور تطورية وقد تكون مصممة للحفاظ على سلامة الأمهات والأطفال لا يمنع هذه الأفكار من التسبب في ضائقة للأمهات. وتقول شفايزر إن بعض النساء قد يكنَ عرضة بشكل خاص لأفكار دخيلة في الفترة التي حول الولادة، مما قد يؤدي إلى اصابتها باضطراب القلق (5) الذي قد يؤثر سلبًا في كل من الأم والطفل.

“لا يوجد سوى عدد قليل من الباحثين في جميع أنحاء العالم الذين يتناولون هذه الحالة بالدراسة في الوقت الحالي، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الفترة المحيطة بالولادة هي مجال بحثي مهمل تمامًا.

“لذا فإننا نحاول معالجة ذلك وفهم سبب تعرض النساء لهذه الأفكار الدخيلة. ونحن نعلم أن الأفكار الدخيلة الأكثر كثافة وإزعاجًا وتكرارًا ترتبط بمخرجات سيئة في فترة ما حول الولادة (قبيل وبعيد الولادة)، ليس فقط في صحة الأم العقلية، ولكن أيضًا فيما يتعلق بصحة الطفل العقلية (6).

الهرمونات وفترة ما حول الولادة

يركز البحث الذي يقوم به فريق من جامعة نيو ساوث ويلز وزملاؤهم في الهند وكندا على العوامل الاجتماعية والبيولوجية والإدراكية التي تساهم في زيادة التعرض لمشاكل الصحة العقلية التي تعاني منها النساء في فترة ما حول الولادة. سيتناول جانب من الدراسة الدور الذي تلعبه الهرمونات في إدراك الأم ومزاجها أثناء فترة ما حول الولادة.

“نحن نعلم بالفعل من الدراسات التي تناولت الدورة الشهرية أن بعض النساء معرضات جدًا للتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الدورة الشهرية”، كما تقول شفايزر.

“بالنسبة لبعض النساء، يكون الأمر شديدًا لدرجة أنه قد يؤدي إلى ظهور أعراض اكتئاب فعلية ويأس تام وعدم امكانية تحفيزها للقيام بأي شيء، والافتقار إلى الشعور بالمتعة.”

ويخطط الباحثون لتتبع تقلبات الهرمونات خلال الفترة المحيطة بالولادة لمعرفة ما إذا كانت هناك أي بروز لأنماط لهذه التقلبات.

وذكر الباحثون في الورقة: “إن التعرف على النساء المعرضات لحساسية الهرمونات ولماذا تعد أمرًا بالغ الأهمية لتنفيذ التدخل المبكر وحتى استراتيجيات للوقاية منها لتعزيز الصحة العقلية للمرأة خلال فترة ما حول الولادة”.

مصادر من داخل وخارج النص

1-https://ar.wikipedia.org/wiki/تدخل_(علم_النفس)

2- https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-030-91832-3_6

3- https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.adt217

4- https://www.gidgetfoundation.org.au/adjusting-to-parenthood/intrusive-thoughts-in-the-perinatal-period

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_القلق

6- https://www.sheffieldpark-academy.org/information/spa-wellbeing/mental-health-and-emotional-wellbeing/mental-health-and-emotional-wellbeing-child

المصدر الرئيس

https://www.unsw.edu.au/newsroom/news/2025/03/intrusive-thoughts-perinatal-period

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى