منهجية المربين الأذكياء
حسين أحمد آل عباس
ذات يوم سأل أحد المواطنين الهنود أحد المستعمرين البريطانيين فقال له :
كيف استطعتم استعمارنا لأربعة قرون ، ونحن أكثر منكم عدداً و عُدة ؟
أجاب المستعمر قائلاً :
ببساطة :
السبب يعود لاختلاف طرق تفكيرنا فنحن دائماً نفكر بجذور المشكلة قبل وقوعها . بينما أنتم تبحثون في الحلول بعد وقوعها ( بعد خراب مالطا ) .
ولنا في ذلك – والحديث للمستعمر البريطاني – مسألة السيول والفيضانات التي تحدث في الهند وبريطانيا . فالهنود يتصرفون مع الفيضانات بعد حدوثها فيحاولون حفر الأنهار لجرف المياه إلى البحار بعد أن تكون أحدثت إبادة جماعية للقرى والشعوب .
بينما في بريطانيا ذهبنا للجبال التي ينحذر منها السيل وردمناها وصنعنا البحيرات والسدود وبذلك أوجدنا الحلول قبل حدوث المشكلة .
العبرة من ذلك أحبتي هي أن التفكير بالحلول قبل وقوع المشكلة طريقة ذكية ينبغي تبنيها والعمل بها .
ولاشك أن النجاح في تربيتنا لأطفالنا يعود لطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع مختلف سلوكياتهم .
فالبعض منا سبيله في التربية هو ( المنهج العلاجي ) فيعالج أي سلوك مزعج عند طفله بعد حدوثه ، وهذا من أدنى المهارات التربوية وأقلها نجاح .
وبعضنا يرفع شعار – الوقاية خير من العلاج – فيتخذ ( المنهج الوقائي ) سبيله في التربية فيوجد الحلول قبيل أي مشكلة، وبذلك أصاب الهدف .
وهنالك منهج ثالث هو ( المنهج الإثرائي ) الذي يتبناه المربون الأذكياء الذين يجتهدون في تشكيل وبناء المعرفة والخبرة عند أطفالهم ويسعون لتطويرها بصورة منتظمة لترتسم في ذهن الطفل وترسخ . فهم بذلك لم يكتفوا بإيجاد الحلول قبل المشكلة بل أشركوا أطفالهم في الحلول والعلاجات ، وهذا المنهج الذي ينبغي لنا تبنيه لضمان شخصية قوية وصحة نفسية لفلذات أكبادنا .