مساندة الآخرين عندما يتعرضون للمشاكل
جواد المعراج
بطبيعة الحال في هذه الحياة قد يتعرض الناس لمصائب ومشاكل عويصة تصنع خوفاً وقلقاً وثقلاً على نفوسهم، وبالتالي يتطلب التعامل مع هذه الحالة أسلوب المساندة والمواساة التي تعمل على تخفيف حجم المشاكل التي تواجه المجتمعات والأفراد، فالإنسان مطالب بالتخلي عن السلوك الذي يميل للاعتماد على المصلحة الذاتية الذي ينتج عنها الخصومة والأنانية وحب الانتقام وإثارة المتاعب والفتن.
على سبيل المثال لو تعرض شخص أو مجتمع لقضية تسببت في إثارة الفتنة والبلبلة هناك بعض البشر يتخذون موقف الشماتة والحروب الاجتماعية التي تعمل على زيادة الشعور بالضغط النفسي الشديد، فالمجتمعات التي لا تنتشر فيها ثقافة المساندة تصبح متفككة وتكثر فيها المشاكل النفسية والأخلاقية والاجتماعية.
على عكس المجتمعات المبنية على التفكك والعنصرية، فإن المجتمعات التي تقدم لأفرادها للمتضررين نفسياً وفكرياً وجسدياً تقدم لهم المساندة والإعانة، فالإنسان الذي يواسي من حوله يعد صاحب قلب طيب فمن يفعل الخير سيجد الرزق والنعمة ليس فقط لنفسه، بل حتى للأشخاص المحيطين به الذين سيشعرون بالراحة والطمأنينة إذا رأوا من قام برد الجميل وتمني الخير لهم.
حتى لو تكرم الإنسان على الأقل أن يضحك بعفوية ونية حسنة أو يتلفظ بكلمة “أحبك” فهذه الكلمة لها دور في جعل الفرد يعبر عن مشاعره تجاه من يتعرضون لمنغصات نفسية متعبة، فهي تزيل الهموم والأحزان والأثقال المعنوية الناتجة عن قسوة الظروف القاسية التي تعكر المزاج وتربك العقل وتحيره فتجعل الناس مضطربين ومهزومين أمام كل موقف سلبي وعقبة.
إن الكلام اللطيف والطيب له أثر كبير على النفوس فهو يؤدي لتقريب القلوب بطريقة فعالة عوضاً عن الدخول في نزاعات ومناوشات كلامية تشعل خلافات تسبب ردود أفعال لا تنسجم مع التفكير العقلائي، الأمر الذي يستدعي تحسين الأوضاع باتباع أساليب لطيفة ومحببة تساعد على تحمل المشقة والتعب الشديد في الحياة، وبالتالي فإن تحمل تلك المشقات والعقبات يساعد على تسريع الخطى نحو إخماد النفوس المشحونة بالانفعال والتوتر، بمعنى آخر تهدئة الصراعات التي يكون الهدف منها إثارة تصادمات تبقى لفترة طويلة من الزمن.
عام جديد يكون إن شاء الله مليء بالتعاون والمودة والاحترام.