عبادة لا عادة 15 شعبان
فؤاد الحمود
اتفقت كلمة المسلمين على عظم وخطر ليلة الخامس عشر من شهر شعبان إلا من شذ منهم، وأنها من الليالي العظيمة التي فيها توجه إلى الله تعالى، وما أحوجنا في هذا الزمن المتقلب بالصعاب والبلاءات واشتدادها؛ كفقد الشباب بكثرة، والزلازل والانحرافات السلوكية والعقائدية أن نصيرها ليلة عبادة.
فالروايات المستفيضة التي حثت على العبادة في هذه الليلة، تجعل للمؤمنين فرصة الاستفادة من هذه المحطة والعودة لله، وخصوصاً أننا مقبلون على شهر الله المعظم رمضان المبارك، وها نحن نرفل في ضيافة شهر رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نسأله تعالى أن نستن بسنته فيه ونيل الشفاعة لديه.
وبما أن للشهر الكريم ضيافة خاصة كما ورد في الأحاديث “أينكم عن صيام شهر شعبان” لذا نجد هذه الظاهرة الجميلة مشاعة بين المؤمنين أسوة واستناناً بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله.
هذه الليلة التي تأتي رتبة بعد ليالي القدر في الفضل كما في الرواية عن باقر أهل البيت عليهم السلام “هي ليلة أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها، فإنها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لا يرد سائلاً فيها ما سأل، ما لم يسأل الله المعصية”
لذا على المؤمنين أن يراعوا حق هذه الليلة والظهور بما يتناسب مع قداستها ومكانتها والالتفات لذيل الرواية الواردة عن الإمام الباقر عليه السلام “ما لم يسأل الله المعصية”؛ فبعض المظاهر التي يظهرها بعض أفراد المجتمع من التبرج والاستخفاف بالحجاب وهم يحيون فرحة هذه الليلة أو من خلال رفع أصوات الغناء في حال المسير بالسيارات، وهي بعض المعاصي التي يرتكبها بعض المؤمنين هدانا الله وإياهم وهو خلاف غرض هذه الليلة وأمر غير محمود.
وهنا لا بد من التنبيه على دور الأسرة وأفراد المجتمع وخصوصاً الأصدقاء في إشاعة فريضة الأمر بالمعروف كلاً بدوره عبر توجيه الأبناء والبنات والأصدقاء، كما أن للكلمات الأبوية التي تصدر من أهل العلم والوجهاء والتي لها الأثر البارز في إظهار المناسبة بما تستحق من تعظيم وتقدير
ومن تلك المظاهر التي يجب على المؤمنين مراعاتها خلال التوزيع وهي عادة جميلة يجب أن نحافظ عليها بأن لا تدرس وتمحى وذلك باختيار الأطعمة ذات الفوائد الصحية والابتعاد عن الأطعمة التي لا تجلب إلا الأضرار والمخالفات الشرعية، وبذلك يجب التركيز على أنواع التوزيعات الإيجابية والابتعاد عن أمثال البطاطس “الشبس” والحلويات غير المعروفة المصدر؛ كالتي تحتوي على الجيلاتين الحيواني والتي تكون في كثير من الأحيان مصادرها من دول غير إسلامية.
أطفالنا أمانة في أعناقنا وهي مسؤولية عظمى فلنختر لهم ما يدخل السرور على قلب مولانا صاحب الزمان، ولنربطهم في هذه الليلة بالعقائد الحقة وأنها ليلة ميلاده المبارك من خلال اختيار بعض الأصناف المفيدة من أمثال:
توزيع النقود أو الفواكه الموسمية كالنبق “الكنار” والمكسرات أو الحلويات المصنعة في المنازل، أو الأقلام ودفاتر التلوين الهادفة والألعاب المفيدة والعصيرات الطبيعية وغيرها من الأفكار الإيجابية.
ولا ننسى أن نذكر أنفسنا أن هذه الليلة ويومها لهما أعمال خاصة منه:
1- احياء الليلة بالعبادة
2- الغسل
3- صلاة ركعتين بعد صلاة العشاء بكيفية خاصة
4- زيارة الإمام الحسين عليه السلام
5- قراءة الأدعية الخاصة كدعاء كميل بن زياد
6- قراءة الصلوات المروية عن الإمام السجاد عليه السلام
7- الصوم في اليوم الخامس عشر
نسأل الله بحق وليد ذلك اليوم الفرج للمؤمنين بتعجيل فرج صاحب الأمر عليه السلام.