الشيخ الصفار يحذّر من موجة غربية تزيّن الرذائل الأخلاقية
بشائر:القطيف
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من موجة عالمية غربية تزيّن الرذائل الأخلاقية، كالإباحية والمثلية والخلاعة والمجون، ويريدون فرضها على الشعوب، تحت عناوين الحريات الشخصية وحقوق الإنسان.
وتابع: تعيش الجاليات الإسلامية في الغرب معاناة قاسية من أجل التمسك بهويتها الثقافية، وقيمها الأخلاقية، حيث تفرض بعض الدول الغربية في مراحل التعليم تلقي ثقافة المثلية والشذوذ الجنسي، وتحاسب العوائل المسلمة التي تتحدث لأبنائها عمّا يخالف ذلك.
جاء ذلك في خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: تزيين عمل السوء.
وأوضح سماحته أن بعض الناس يحاول الالتفاف على ضميره ووجدانه، ويسعى لخداع ذاته وايهام نفسه بأن العمل السيئ الذي قام به هو عمل حسن.
وتابع: وخطر هذه المحاولات أنها تقطع على الإنسان خط الرجعة عن العمل السيء والتوبة منه، بل قد يزداد اصراراً عليه.
وأشار إلى أن أساليب خداع النفس وتزيين عمل السوء متنوعة مختلفة، وغالبًا تنطلق من ادعاء مصلحة الذات والدفاع عنها، أو استعارة بعض العناوين القيمية، وتغليف عمل السوء بها.
وعن خداع النفس قال سماحته: بعض الناس يصور لنفسه أن هذا العمل السيء ينتج له مصلحة كبيرة هو في حاجة إليها.
ومثّل لذلك بالرشوة والحصول على مبالغ ضخمة منها، محذرًا أن هذا العمل السيء قد “يورد الإنسان في المشاكل والأزمات، ثم ليس هو الخيار المناسب لخدمة الذات، وإن كان يجلب منفعة عاجلة، فهو حرام تخالفه الفطرة والعقل، ويعاقب عليه القانون”.
وعن استعارة بعض العناوين القيمية لتغليف العمل السيء، أبان سماحته أن البعض يكون لديه غرض سيء، لكنه يضع له غلافًا جميلًا براقًا، ليخدع نفسه، ويسكت صوت ضميره، فمثلًا: الاندفاع إلى إقامة علاقة عاطفية مع فتاة أو امرأة أجنبية، بمبرر النصيحة أو المساعدة، واستغلال وجود مشكلة أو حاجة في البين.
وتابع: كذلك رفع شعار ممارسة الحرية ورفض الوصاية من الآخرين. لكن ادعاء الحرية المطلقة دون قيود ولا حدود، هذا منزع شيطاني.
وأشار إلى حالة وجود تنافس أو تحاسد بين طرفين في الساحة الدينية، قد يدفع أحدهما للنيل من الآخر وتصفية الحساب معه، تحت عنوان الردّ على الانحراف العقدي.
وتابع: في كثير من الأحيان تكون مجرد عنوان ومبرر، وإلا فالمسألة اجتهادية نظرية قابلة للاختلاف، ثم ما درجة خطورتها؟ ألا توجد انحرافات أخطر منها؟ ولعلها لو صدرت من أحد آخر غير منافسه لما اهتم بالردّ عليها.
ودعا أن يكون الإنسان واضحًا مع نفسه، وعلى بينة من ربه، في أي عمل يقوم به، لأن الله هو الرقيب والعالم بخبايا النفوس، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
وتابع: الله هو المحاسب يوم القيامة، يقول تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ}.
وبيّن أن وقوع الإنسان في العمل السيئ الخطأ أمر متوقع بسبب وجود نوازع الهوى والشهوة في نفسه، لكن يقظة الضمير والوجدان تساعد الإنسان على التراجع عن الخطأ، والتوبة.