أقلام

الأحساء في البحوث والدراسات التاريخية 

طالب البقشي

يعرف علم التاريخ بأنه من العلوم التي يستدل بها على تراث الأمم وحضارتها وآثارها وكتابة التاريخ ترتكز على مناهج وأدوات، فالمؤرخ لا بد أن يكتب بنفس محايد وموضوعي، ويقتفي الآثار ويتتبع الحقائق ويحلل المعلومة ويبحث في الوثائق ويستعين بالمخطوطات ليتحقق من أن توثيقه لمعارف التاريخ بما يلامس الحقائق على الواقع التاريخي.

وتمثل البحوث والدراسات التاريخية معارف ذات قيمة فائقة، فمن خلالها يمكن استكشاف الماضي والتنبؤ بالمستقبل ومن خلالها يتم استقصاء وتحليل التاريخ الماضي والحاضر وعمل دراسات مقارنة في المجال المراد تطويره سواء الاقتصادي أو الاجتماعي أو العلمي أو الإنساني وغيره من المجالات الأخرى.

وتهتم الدراسات والبحوث التاريخية بدراسة التطور التاريخي لحركة الإنسان وتجاربه عبر تعاقب الأزمان وما يرتبط بالأحداث التاريخية واستكشاف الأخطاء المصيرية التي تؤدي لفشل بقاء الحضارات والأمم.

وغالبًا ما يكتب التاريخ لمعرفة أخبار الأمم والحضارات التي سادت وبادت وأسباب قوتهم وضعفهم وتأخرهم وتقدمهم ويكتب التاريخ للمراجعة والنظر في أحداث ما حل وجرى في الأمم السابقة.

وتارة يكتب التاريخ المنتصر، وتارة يكتب التاريخ المستعمر؛ لتكون له موطأ قدم في الأمصار.

وعلى الصعيد المحلي فقد كتب الكثير من البحوث والدراسات والكتب عن تاريخ الأحساء من قبل أبنائها القاطنين بها من المؤرخين والأكاديمييت والباحثين، وكتب عنها من قبل المؤرخين العرب، وكتب عنها من قبل مستشرقين ورحالة.

ومن أبرز الدراسات التي نشرت عن تاريخ الأحساء:

– دراسة للدكتور خلف بن ذبلان الوذيناني وطبعت في كتاب بعنوان (الأحساء في القرن الثاني عشر الهجري)، وهي رسالة ماجستير.

– دراسة للباحثة العنود بنت محمد الخليف عن الأوضاع الاجتماعية والصحية في الأحساء كما جاءت في كتب الرحالة والمستكشفين الغربيين 1331-1373هــ/ 1913-1953م” وهي رسالة ماجستير تقدمت بها لكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وطبعت في كتاب بعنوان “الأحساء كما شاهدها الغربيون”

– دراسة لحمد بن فرج بن خرصان العرجاني بعنوان (الأوقاف في الأحساء في الفترة 1331هـ/1913م – 1395/1975م) ، وهي رسالة ماجستير من كلية الآداب – قسم الدراسات الاجتماعية للدراسات العليا.

ومن البحوث التي نشرت عن تاريخ الأحساء:

– بحوث ملتقى جواثى الثقافي الثاني (الأحساء في كتابات الرحالة في الفترة من 20-19 شوال 1431هـ/ الموافق 29-28 سبتمبر 2010م) الصادر من نادي الأحساء الأدبي.

– بحث بعنوان (إقليم الإحساء دراسة في أوضاعه الداخلية 1871 ـ 1913م)

– بحث للكاتب حسين مخيف عبد الحسين الشريفي بعنوان ” إقليم الأحساء: دراسة في أوضاعه الداخلية 1871- 1913م) مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، جامعة بابل مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية.

– بحث “كورنيلا دالنبرج وزيارتها للأحساء” للدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر، حيث نشرت مذكراتها وهي شابة أمريكية قدمت إلى البحرين في عام 1922م، وعملت ممرضة في مستشفى الإرسالية الأمريكية في القطيف والأحساء وقطر والعمارة.

– بحث “وصف الأحساء من خلال كتاب طبيب البدو” للدكتور عبدالله بن محمد المطوع، ومؤلف كتاب طبيب البدو.

– بحث “الأحساء في وثائق الأرشيف العثماني” للدكتور سهيل صابان، وهي تقارير دوّنت ابتداءً بإبلاغ الباب العالي بمعلومات ووثائق عن الأحساء.

– بحث “استرداد مقاطعة الأحساء بعيون غربية في ضوء الوثائق البريطانية” للدكتورة عزة بنت عبدالرحيم بن محمد بن شاهين.

– بحث “وصف الرحالة بلجريف للحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الأحساء” للدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، وهو أول رحالة أوروبي يزور الأحساء عام 1862 ووصل الأحساء قادمًا من الرياض.

– بحث “الأحساء من خلال كتابات الرحالة والجغرافيين.. دراسة في الجوانب الحضارية” للدكتور جميل محمود بني سلامة.

– بحث “رحلة ناصر خسروا للأحساء.. دراسة تاريخية نقدية” للدكتور مهند نايف الدعجة.

– بحث “الأحساء في كتاب فيلكس مانجان” للدكتور محمد خير البقاعي.

– بحث “الأحساء في كتابات الجغرافيين وعيون الرحالة” للدكتور فتحي يوسف الشواورة.

وفي هذا المقال لا يسع ذكر جميع الدراسات والبحوث التي نشرت عن تاريخ الأحساء في حقبات وأزمنة مختلفة. وذكر هذه النماذج على سبيل الإيضاح وليس الحصر، ويلاحظ أن هذا الإنتاج وإن بذلت فيه جهود يثنى عليها إلا أنها تبقى في حدود إنتاج أفراد وهو إنتاج غير منظم وليس مترابط من حيث التسلسل الزمني لتاريخ الأحساء، كما أنه ليس شمولي في الطرح العلمي لمجمل تعاقب التحولات التاريخية في الأحساء.

من هذا فإنه تتزايد أهمية إنشاء مركز للدراسات والبحوث التاريخية في الأحساء له طابع العمل المؤسسي، يقوم على تنظم واحتواء كل ما يصدر عن الاحساء وتاريخها القديم والحاضر، وما ينتج من الكتابات البحثية والدراسات والتقارير العلمية والمقالات الأدبية والكتب؛ ليكون مرجعية تستقطب وتنظم كل المعارف التي تدون من قبل الأفراد وأقسام البحث العلمي في الجامعات وما ينشر في المجلات العلمية، والعمل على أرشفة وحفظ هذا الإرث التاريخي والحضاري لتاريخ الأحساء، والمساهمة في تعزيز التاريخ الوطني من خلال التوثيق الشامل ومسح تاريخ الأحساء الكلي، وبحث ما لم يكتشف من فترات ممتدة لسنوات من تاريخ الأحساء. فهناك ما لم يكشف عنه بعد في الكتابات البرتغالية عن تاريخ الأحساء لأن غالبية ما تم البحث فيه حتى الآن هي الكتابات المترجمة إلى الإنجليزية، كما أن هناك وثائق بريطانية وهولندية وألمانية وعثمانية وعربية لتاريخ الأحساء لم يكتب عنها.

وصدر مؤخرًا موافقة المركز الوطني عن تأسيس ”جمعية هجر التاريخية“ تحت إشراف وزارة الثقافة، وتضم الجمعية في عضويتها نخبة من المؤرخين والباحثين، وتهدف الجمعية إلى الاهتمام بتاريخ الأحساء بكل مراحله، من قديمه إلى حديثه وإبراز الإرث الحضاري والدور الإنساني والتاريخي الكبير للأحساء، وتسعى الجمعية إلى إعداد دراسات وبحوث معمقة، ودعم الكتّاب والمؤرخين من خلال احتضانهم وتقديم الاستشارات التاريخية لهم، وتوفير بيئة مناسبة للإبداع والبحث، كما تُنظم الجمعية برامج وفعاليات وندوات تناقش مختلف جوانب تاريخ الأحساء.

ومن خلال البحث والتقصي حديثًا لم يتم رصد إصدارات علمية أو فعاليات للجمعية.

كما يمكن تأسيس نادي في منصة هاوي الرسمية يختص بمهام القيام بإعداد البحوث والدراسات التاريخية، واستقطاب طاقات المجتمع من الكتاب والمؤرخين، وتنظيم الفعاليات والندوات التي تناقش جميع ما يخص تاريخ الأحساء القديم والحاضر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى